الآيات معنى القول ، كأنه قيل : قال لا تعبدوا إلا الله ، أو أمركم ألا تعبدوا إلا الله.
وقوله تعالى : (إِنَّنِي لَكُمْ مِنْهُ نَذِيرٌ وَبَشِيرٌ) كلام على لسان الرسول ، أي إنني أنذركم ، من الحكيم الخبير ، عقاب الشرك وتبعته ، وأبشركم منه بثواب التوحيد وفائدته.
القول في تأويل قوله تعالى :
(وَأَنِ اسْتَغْفِرُوا رَبَّكُمْ ثُمَّ تُوبُوا إِلَيْهِ يُمَتِّعْكُمْ مَتاعاً حَسَناً إِلى أَجَلٍ مُسَمًّى وَيُؤْتِ كُلَّ ذِي فَضْلٍ فَضْلَهُ وَإِنْ تَوَلَّوْا فَإِنِّي أَخافُ عَلَيْكُمْ عَذابَ يَوْمٍ كَبِيرٍ) (٣)
(وَأَنِ اسْتَغْفِرُوا رَبَّكُمْ) أي من الشرك (ثُمَّ تُوبُوا إِلَيْهِ) لطاعة. أو المعنى : ثم أخلصوا التوبة واستقيموا عليها ، كقوله : (ثُمَّ اسْتَقامُوا) [فصلت : ٣٠] و [الأحقاف : ١٣].
(يُمَتِّعْكُمْ مَتاعاً حَسَناً إِلى أَجَلٍ مُسَمًّى) أي يطوّل نفعكم في الدنيا بمنافع حسنة مرضية ، من عيشة واسعة. ونعم متتابعة ، إلى وقت وفاتكم ، كقوله : (مَنْ عَمِلَ صالِحاً مِنْ ذَكَرٍ أَوْ أُنْثى وَهُوَ مُؤْمِنٌ فَلَنُحْيِيَنَّهُ حَياةً طَيِّبَةً) [النحل : ٩٧].
(وَيُؤْتِ كُلَّ ذِي فَضْلٍ فَضْلَهُ) أي ويعط كل ذي فضل في العمل الصالح في الدنيا أجره ، وثواب فضله في الآخرة.
(وَإِنْ تَوَلَّوْا) أي تتولوا عن التوحيد والتوبة إليه (فَإِنِّي أَخافُ عَلَيْكُمْ عَذابَ يَوْمٍ كَبِيرٍ) وهو يوم القيامة.
قال القاشاني : (كبير) أي شاق عليكم ، وهو يوم الرجوع إلى الله ، القادر على كل شيء ، أي يوم ظهور عجزكم ، وعجز ما تعبدون ، بظهوره تعالى في صفة قادريته ، فيقهركم بالعذاب ، ولذا قال تعالى :
القول في تأويل قوله تعالى :
(إِلَى اللهِ مَرْجِعُكُمْ وَهُوَ عَلى كُلِّ شَيْءٍ قَدِيرٌ (٤) أَلا إِنَّهُمْ يَثْنُونَ صُدُورَهُمْ لِيَسْتَخْفُوا مِنْهُ أَلا حِينَ يَسْتَغْشُونَ ثِيابَهُمْ يَعْلَمُ ما يُسِرُّونَ وَما يُعْلِنُونَ إِنَّهُ عَلِيمٌ بِذاتِ الصُّدُورِ) (٥)
(إِلَى اللهِ مَرْجِعُكُمْ وَهُوَ عَلى كُلِّ شَيْءٍ قَدِيرٌ).