وقال الزمخشري : تدبر الآيات : التفكر فيها والتأمل الذي يؤدي إلى معرفة ما يدبر ظاهرها من التأويلات الصحيحة والمعاني الحسنة ، لأن من اقتنع بظاهر المتلوّ لم يحل منه بكثير طائل. وكان مثله كمثل من له لقحة درور لا يحلبها ، ومهرة نثور لا يستولدها. وعن الحسن : قد قرأ هذا القرآن عبيد وصبيان لا علم لهم بتأويله. حفظوا حروفه وضيعوا حدوده. حتى إن أحدهم ليقول : والله! لقد قراءات القرآن فما أسقطت منه حرفا ، وقد ، الله! أسقطه كله. ما يرى للقرآن عليه أثر في خلق ولا عمل ، والله! ما هو بحفظ حروفه وإضاعة حدوده. والله! ما هؤلاء بالحكماء ولا الوزعة ، لا كثر الله في الناس مثل هؤلاء. اللهم اجعلنا من العلماء المتدبرين ، وأعذنا من القراء المتكبرين.
القول في تأويل قوله تعالى :
(وَوَهَبْنا لِداوُدَ سُلَيْمانَ نِعْمَ الْعَبْدُ إِنَّهُ أَوَّابٌ) (٣٠)
(وَوَهَبْنا لِداوُدَ سُلَيْمانَ نِعْمَ الْعَبْدُ إِنَّهُ أَوَّابٌ) أي كثير الرجوع إلى الله تعالى ، بالتوبة والإنابة.
القول في تأويل قوله تعالى :
(إِذْ عُرِضَ عَلَيْهِ بِالْعَشِيِّ الصَّافِناتُ الْجِيادُ) (٣١)
(إِذْ عُرِضَ عَلَيْهِ بِالْعَشِيِّ الصَّافِناتُ) أي من الخيل ، جمع (صافن) وهو الذي يقوم على طرف سنبك يد أو رجل ، (الْجِيادُ) جمع (جواد) وهو الذي يسرع في جريه أو بمعنى الحسان جمع (جيّد).
القول في تأويل قوله تعالى :
(فَقالَ إِنِّي أَحْبَبْتُ حُبَّ الْخَيْرِ عَنْ ذِكْرِ رَبِّي حَتَّى تَوارَتْ بِالْحِجابِ) (٣٢)
(فَقالَ إِنِّي أَحْبَبْتُ حُبَّ الْخَيْرِ عَنْ ذِكْرِ رَبِّي) أي آثرته عليه. عدل عنه للمناسبة اللفظية وقصد التجنيس. وفائدة التضمين إشارة إلى عروضه ، و (ذِكْرِ رَبِّي) إما مضاف لفاعله أو لمفعوله.
قال الزمخشريّ : و (الخير) المال كقوله : (إِنْ تَرَكَ خَيْراً) [البقرة : ١٨٠] ، وقوله : (وَإِنَّهُ لِحُبِّ الْخَيْرِ لَشَدِيدٌ) [العاديات : ٨] ، والمال : الخيل التي شغلته ، أو