شيء.
كما قال بعض أهل المعاني : ما نظرت إلى شيء إلا ورأيت الله فيه.
هذا وصف ظهور التجلي في قراءة الكون لا أن الحق تعالى حل في الأشياء ؛ لأنه منزه عن أشكال الحلول ، (وَما يَعْلَمُ تَأْوِيلَهُ إِلَّا اللهُ وَالرَّاسِخُونَ فِي الْعِلْمِ) خصّ نفسه بحقيقة علم تشابه أسرار التباس هيئات الجبروت في الملكوت بنعت ظهور تجليه لأهل حقيقة التوحيد والتفرد ، وأضاف إلى أوليائه من أهل العشق خاصة طرفا من علم المشاهدة بنعت الالتباس في حقيقة المكاشفة ، (يَقُولُونَ آمَنَّا بِهِ) إيمان مشاهدة وحقيقة علم وعرفان مكاشفة ، والراسخون هم الذين كشف لهم أسرار العلوم اللدنية ، وعجائب معلومات الآخرة الخارجة من أنصار الطاهرة ، وأيضا الراسخ الرباني الذي تخلق بخلق الحق جلت عظمته أن يكون له كفوا.
وقال الواسطي : هم الذين رسخوا بأرواحهم في غيب الغيب في سر السر فعرفهم وخاضوا في بحر العلم بالفهم لطلب الزيادات ما كشف لهم من مدخور الخزائن تحت كل حرف منه من الفهم وعجائب الخطاب فنطقوا بالحكم.
وقال سهل : الرسوخ في العلم زيادة بيان ونور من الله ، كما قال : (رَبِّ زِدْنِي عِلْماً) [طه : ١١٤].
وقال : الراسخ في العلم من علوم المكاشفة رباني نوراني وذاتي ، وأحكام العلوم أربعة : الوحي والتجلي والعندي واللدني.
وقال بعضهم : الراسخ في العلم من طولع على محل المراد من الخطاب.
وصف الأستاذ ـ رحمهالله ـ أهل اليقين وأهل الزيغ ، قال : أما الذين أيدوا بأنوار البصائر ، فمستضيئون شعاع شموس الفهم ، وأما الذين أسبلوا غطاء الريب ، وحرموا لطائف التحقيق فتنقسم بهم الأحوال ، وترتجم لهم الظنون ، ويطيحون في أودية التلبيس فلا يزدادون إلا جحدا على جحد ، ونفورا على شك.
قال : ومن وجد علم التأويل من الله عزوجل فيكون إيمانهم بلا احتمال لجولان خواطر التجريد ، بل عن صريحات الظهور وصافيات اليقين.
قال : وأصحاب العقول هم في صحة التذكير لوجود البراهين وستر أحكام التحصيل ، وأيضا الراسخون في العلم المشاهدون بنعت الأرواح قبل الأشباح في ديوان الأزل ، قد عاينوا مكنونات أسرار خصائص العلوم القدمية ، وفهموا منها عواقب شأنهم في مدارج البقاء فرسخوا في بحر عين اليقين ، ولم يتزلزلوا في ظهور الحكومات بنعت التصاريف والتحويل ،