وقال ابن عطاء : أنبأ ألا طريق إليه بالعوائد والفوائد.
وقال الواسطي : (يَخْتَصُّ بِرَحْمَتِهِ مَنْ يَشاءُ) أن يكون بحيث كنت بلا أنت ، ويكون القائم هو لك بذاته ونعته.
وقال أيضا : من تجلى له بأحوال ليس كمن تجلى له بحالة واحدة كذلك (يَخْتَصُّ بِرَحْمَتِهِ مَنْ يَشاءُ).
وقال أيضا : لما أن شاهدوا البرهان وعاينوا الفرقان ، فزعوا من صفاتهم إلى صفاته ومن فعلهم إلى فعله ، فسكنوا إلى ما سبق حسناه ؛ حيث يقول : (إِنَّ الَّذِينَ سَبَقَتْ لَهُمْ مِنَّا الْحُسْنى) [الأنبياء : ١١].
وقال أبو سعيد الخرّاز : إن الرحمة هاهنا فهم معاني السماع بالسمع الحقيقي ، وهو الذي خص به الحق خواص السادة من عباده.
وقال الفارس : هو الهداية والخدمة والمشاهدة والولاية والنبوة والرسالة ، ولو لا أنه خصهم بما خصهم به ما ظهر عليهم من آثار الموافقة شيء.
قال أبو سعيد الخرّاز : اختص الله من عباده خواصا جعلهم أهل ولايته ، فقال : (يَخْتَصُّ بِرَحْمَتِهِ مَنْ يَشاءُ) فطوبى لهذا العبد الضعيف ، ما حباه به سيده من هذه الدرجة العظيمة.
وسئل ابن عطاء : ما الذي فتر العابدين عن عبادتهم؟ قال قوله : (يَخْتَصُّ بِرَحْمَتِهِ مَنْ يَشاءُ).
وقال بعضهم : (يَخْتَصُّ بِرَحْمَتِهِ مَنْ يَشاءُ) بمعرفة نعمه عليه ، والقيام بشكرها.
وقال الأستاذ : أي : بنعمته من يشاء ، فقوم اختصهم بنعمة الأرزاق ، وقوم اختصهم بنعمة الأخلاق ، وقوم اختصهم بنعمة العبادة ، وآخرين بنعمة الإرادة ، وآخرين بتوفيق الظاهر ، وآخرين بتحقيق السرائر ، وآخرين بعطاء الإيثار ، وآخرين بلقاء الأسرار.
وقال الله تعالى : (وَإِنْ تَعُدُّوا نِعْمَتَ اللهِ لا تُحْصُوها) [إبراهيم : ٣٤].
__________________
الفائض عليه بحسب إرادته عزوجل لا تتعداه إلى غيره لا يجب عليه شيء وليس لأحد عليه حق وما وقع في عبارة مشايخنا في حق بعض الأشياء أنه واجب في الحكمة يعنون به أنه ثابت متحقق لا محالة في الوجود لا يتصور ألا يكون لا أنه يجب ذلك بإيجاب موجب.