عليه حظوظك.
وقال جعفر الصادق : لن تنالوا خدمتي إلا بمعرفتي ، ولن تبالوا معرفتي إلا برضائي ولن تنالوا رضائي إلا بمشاهدتي ، ولن تنالوا مشاهدتي إلا بعصمتي ، ولن تناولوا عصمتي إلا بتعظيم ربوبيتي ، ولن تنالوا تعظيم ربوبيتي إلا بالانقطاع عما سواي.
وقال بعضهم : أول البر الهداية ثم المجاهدة ثم المشاهدة ، معناه : لن تنالوا هذه الخصال إلا بأن تنفقوا مما تحبون.
قال ابن عطاء : لن تصلوا إلى القربة وأنتم متعلقون بحظوظ أنفسكم.
وقال جعفر الصادق : بإنفاق المهج يصل العبيد إلى بر حبيبه وقرب مولاه ، قال الله تعالى : (لَنْ تَنالُوا الْبِرَّ حَتَّى تُنْفِقُوا مِمَّا تُحِبُّونَ وَما تُنْفِقُوا مِنْ شَيْءٍ فَإِنَّ اللهَ بِهِ عَلِيمٌ)
وقال أبو عثمان : لن يصل إلى مقامات الخواص من بقي عليه شيء من آداب النفوس ورياضتها.
وقال الواسطي : الوصول إلى البر بإنفاق بعض المحابّ والوصول إلى البار بالتجلي من الكونين وما فيهما.
وقال النصر آبادي : أفردك له باشتقاقه المحابّ منك ليكون خالصا في محبته لا تلتفت منه إلى شيء سواه.
قال ابن عطاء : لن تنالوا وصلتي وفي أسراركم موافقة أو محبة بسواي.
وقال النصر آبادي : قال بعض المفسرين : البر أنه الجنة ، وعندي أن البر صفة البار فكأنه قال : لن تنالوا قربتي إلا بقطع العلائق.
وقال جعفر الصادق : لن تناولوا الحق حتى تنفصلوا عما دونه.
قال ابن عطاء : لن تنالوا معرفتي وقربتي ، حتى تخرجوا من أنفسكم وهمومكم بالكلية.
وقال العلوي : أحب الأشياء إليك روحك ، فاجعل حياتك نفقة عليك ؛ لكي تنال بري بك.
وقال أبو بكر الوراق : دلهم بهذه الآية على الفتوة ، وقال : لن تنالوا بري بكم إلا ببركم إخوانكم والإنفاق عليهم من أموالكم وجاهكم ، وما تحبونه من أملاككم ، فإذا فعلتم ذلك نالكم بري وعطفي ، وأنه أعلم بنياتكم في اتفاقكم وبركم ، ما كان منه لي خالصا قابلته ببري وهو أعلى وما كان من ذلك للرياء والسمعة ، فأنا أغني الشركاء عن الشرك ، كما روي عن المصطفى صلىاللهعليهوسلم.