التفسير
قال الله ـ تعالى ـ :
بِسْمِ اللهِ الرَّحْمنِ الرَّحِيمِ
(عَبَسَ وَتَوَلَّى (١) أَنْ جاءَهُ الْأَعْمى (٢) وَما يُدْرِيكَ لَعَلَّهُ يَزَّكَّى (٣) أَوْ يَذَّكَّرُ فَتَنْفَعَهُ الذِّكْرى (٤) أَمَّا مَنِ اسْتَغْنى (٥) فَأَنْتَ لَهُ تَصَدَّى (٦) وَما عَلَيْكَ أَلاَّ يَزَّكَّى (٧) وَأَمَّا مَنْ جاءَكَ يَسْعى (٨) وَهُوَ يَخْشى (٩) فَأَنْتَ عَنْهُ تَلَهَّى (١٠) كَلاَّ إِنَّها تَذْكِرَةٌ (١١) فَمَنْ شاءَ ذَكَرَهُ (١٢) فِي صُحُفٍ مُكَرَّمَةٍ (١٣) مَرْفُوعَةٍ مُطَهَّرَةٍ (١٤) بِأَيْدِي سَفَرَةٍ (١٥) كِرامٍ بَرَرَةٍ)(١٦)
وقد ذكر المفسرون في سبب نزول هذه الآيات روايات ملخصها : أن النبي صلىاللهعليهوسلم كان جالسا في أحد الأيام ، مع جماعة من زعماء قريش يدعوهم إلى الإسلام ، ويشرح لهم تعاليمه ، فأقبل عبد الله بن أم مكتوم ـ وكان كفيف البصر ـ فقال : أقرئنى وعلمني مما علمك الله ، يا رسول الله ، وكرر ذلك ، وهو لا يعلم أن الرسول صلىاللهعليهوسلم مشغول بدعوة هؤلاء الزعماء إلى الإسلام ، رجاء أن يسلم بسبب إسلامهم خلق كثير ...
فلما أكثر عبد الله من طلبه ، أعرض عنه الرسول صلىاللهعليهوسلم فنزلت هذه الآيات التي عاتب الله ـ تعالى ـ فيها نبيه صلىاللهعليهوسلم على هذا الإعراض ... فكان رسول الله صلىاللهعليهوسلم بعد ذلك يكرمه ، إذا رآه ، ويقول له : «مرحبا بمن عاتبني فيه ربي» ويبسط له رداءه ... (١).
قال الآلوسى : وعبد الله بن أم مكتوم ، هو ابن خال السيدة خديجة ، واسمه عمرو بن قيس. وأم مكتوم كنية أمه ، واسمها عاتكة بنت عبد الله المخزومية ، واستخلفه صلىاللهعليهوسلم
__________________
(١) راجع تفسير ابن كثير ج ٧ ص ٣٤٢.