وقد أخرج ابن المنذر وابن أبي حاتم عن ابن عباس في قوله : (وَيَكُونُونَ عَلَيْهِمْ ضِدًّا) قال : أعوانا. وأخرج عبد بن حميد عنه (ضِدًّا) قال : حسرة. وأخرج ابن المنذر وابن أبي حاتم عنه أيضا قال : (تَؤُزُّهُمْ أَزًّا) تغويهم إغواء. وأخرج ابن أبي حاتم عنه أيضا : (تَؤُزُّهُمْ أَزًّا) قال : تحرّض المشركين على محمد وأصحابه. وأخرج عبد الرزاق وعبد بن حميد وابن المنذر وابن أبي حاتم عن قتادة في الآية قال : تزعجهم إزعاجا إلى معاصي الله. وأخرج ابن جرير وابن المنذر وابن أبي حاتم ، والبيهقي في البعث ، عن ابن عباس (وَفْداً) قال : ركبانا. وأخرج ابن أبي شيبة وابن جرير وابن المنذر عن أبي هريرة (وَفْداً) قال : على الإبل. وفي الصحيحين وغيرهما من حديث أبي هريرة قال : قال رسول الله صلىاللهعليهوسلم : «يحشر الناس يوم القيامة على ثلاث طرائق : راغبين وراهبين ، واثنان على بعير ، وأربعة على بعير ، وعشرة على بعير ، وتحشر بقيتهم النار ، تقيل معهم حيث قالوا ، وتبيت معهم حيث باتوا» والأحاديث في هذا الباب كثيرة جدا. وأخرج ابن جرير وابن المنذر وابن أبي حاتم ، والبيهقي في البعث ، عن ابن عباس (وِرْداً) قال : عطاشا. وأخرج ابن المنذر عن أبي هريرة مثله. وأخرج ابن جرير وابن المنذر وابن أبي حاتم ، والبيهقي في الأسماء والصّفات ، عن ابن عباس في قوله : (إِلَّا مَنِ اتَّخَذَ عِنْدَ الرَّحْمنِ عَهْداً) قال : شهادة أن لا إله إلا الله ، وتبرأ من الحول والقوّة ، ولا يرجو إلا الله. وأخرج ابن مردويه عنه في الآية قال : من مات لا يشرك بالله شيئا دخل الجنة. وأخرج ابن أبي شيبة وابن أبي حاتم والطبراني ، والحاكم وصحّحه ، وابن مردويه عن ابن مسعود أنه قرأ : (إِلَّا مَنِ اتَّخَذَ عِنْدَ الرَّحْمنِ عَهْداً) قال : إن الله يقول يوم القيامة : من كان له عندي عهد فليقم ، فلا يقوم إلا من قال هذا في الدنيا ، قولوا : اللهم فاطر السموات والأرض عالم الغيب والشهادة ؛ إنّي أعهد إليك في الحياة الدنيا أنك إن تكلني إلى عملي تقربني من الشرّ وتباعدني من الخير ، وإني لا أثق إلا برحمتك ، فاجعله لي عندك عهدا تؤديه إليّ يوم القيامة إنك لا تخلف الميعاد. وأخرج ابن مردويه عن ابن عباس قال : قال رسول الله صلىاللهعليهوسلم : «من أدخل على مؤمن سرورا فقد سرّني ، ومن سرّني فقد اتخذ عند الرحمن عهدا ، ومن اتّخذ عند الرحمن عهدا فلا تمسّه النار ، إن الله لا يخلف الميعاد». وأخرج الطبراني في الأوسط عن أبي هريرة قال : قال رسول الله صلىاللهعليهوسلم : «من جاء بالصلوات الخمس يوم القيامة قد حافظ على وضوئها ومواقيتها وركوعها وسجودها لم ينقص منها شيئا جاء وله عند الله عهد أن لا يعذّبه ، ومن جاء قد انتقص منهم شيئا فليس له عند الله عهد ، إن شاء رحمه وإن شاء عذّبه». وأخرج ابن جرير وابن المنذر وابن أبي حاتم عن ابن عباس في قوله : (لَقَدْ جِئْتُمْ شَيْئاً إِدًّا) قال : قولا عظيما ، وفي قوله : (تَكادُ السَّماواتُ) قال : إن الشرك فرغت منه السموات والأرض والجبال وجميع الخلائق إلا الثقلين ، وكادت تزول منه لعظمة الله سبحانه ، وكما لا ينفع مع الشرك إحسان المشرك كذلك يرجو أن يغفر الله ذنوب الموحدين ، وفي قوله : (وَتَخِرُّ الْجِبالُ هَدًّا) قال : هدما. وأخرج ابن المبارك وسعيد بن منصور وابن أبي شيبة ، وأحمد في الزهد ، وابن أبي حاتم ، وأبو الشيخ في العظمة ، والطبراني ، والبيهقي في الشعب من طريق عون عن ابن مسعود قال : إن الجبل لينادي الجبل باسمه ، يا فلان هل مرّ بك اليوم أحد ذكر الله؟ فإذا قال نعم استبشر.