جرير عنه قال : (طه) يا رجل بالسريانية. وأخرج الحاكم عنه أيضا قال : (طه) هو كقولك يا محمد بلسان الحبش. وفي هذه الروايات عن ابن عباس اختلاف وتدافع. وأخرج ابن مردويه عن أبي الطفيل قال : قال رسول الله صلىاللهعليهوسلم : «إن لي عند ربي عشرة أسماء ، قال أبو الطفيل : حفظت منها ثمانية : محمد ، وأحمد ، وأبو القاسم ، والفاتح ، والخاتم ، والماحي ، والعاقب ، والحاشر» وزعم سيف أن أبا جعفر قال له الاسمان الباقيان طه ويس. وأخرج البيهقي في الدلائل عن ابن عباس في قوله : (طه ما أَنْزَلْنا عَلَيْكَ الْقُرْآنَ لِتَشْقى) قال : يا رجل ما أنزلنا عليك القرآن لتشقى ، وكان يقوم الليل على رجليه فهي لغة لعكّ إن قلت لعكّي يا رجل لم يلتفت ، وإذا قلت طه التفت إليك. وأخرج ابن أبي حاتم وابن مردويه عن ابن عباس قال : (طه) قسم أقسم الله به ، وهو من أسمائه. وأخرج ابن أبي حاتم عن قتادة في قوله : (وَما تَحْتَ الثَّرى) قال : الثرى كل شيء مبتل. وأخرج أبو يعلى عن جابر «أن النبي صلىاللهعليهوسلم سئل ما تحت هذه الأرض؟ قال : الماء ، قيل : فما تحت الماء؟ قال : ظلمة ، قيل : فما تحت الظلمة؟ قال : الهواء ، قيل : فما تحت الهواء؟ قال : الثرى ، قيل : فما تحت الثرى؟ قال : انقطع علم المخلوقين عند علم الخالق». وأخرج ابن مردويه عنه نحوه بأطول منه. وأخرج ابن المنذر وابن أبي حاتم ، والبيهقي في الأسماء والصفات ، عن ابن عباس في قوله : و (يَعْلَمُ السِّرَّ وَأَخْفى) قال : السرّ ما أسرّه ابن آدم في نفسه ، وأخفى ما خفي عن ابن آدم مما هو فاعله قبل أن يعمله ، فإنه يعلم ذلك كله فيما مضى من ذلك وما بقي علم واحد ، وجميع الخلائق عنده في ذلك كنفس واحدة ، وهو كقوله : (ما خَلْقُكُمْ وَلا بَعْثُكُمْ إِلَّا كَنَفْسٍ واحِدَةٍ) (١). وأخرج الحاكم وصحّحه عنه في الآية قال : السرّ ما علمته أنت ، وأخفى ما قذف الله في قلبك ممّا لم تعلمه. وأخرجه عبد الله ابن أحمد في زوائد الزهد ، وأبو الشيخ في العظمة ، والبيهقي بلفظ : يعلم ما تسرّ في نفسك ويعلم ما تعمل غدا. وأخرج ابن أبي حاتم عن ابن عباس في قوله : (أَوْ أَجِدُ عَلَى النَّارِ هُدىً) يقول : من يدلّ على الطريق. وأخرج عبد الرزاق والفريابي وعبد بن حميد وابن أبي حاتم عن عليّ في قوله : (فَاخْلَعْ نَعْلَيْكَ) قال : كانتا من جلد حمار ميت فقيل له اخلعهما. وأخرج ابن المنذر وابن أبي حاتم عن ابن عباس (إِنَّكَ بِالْوادِ الْمُقَدَّسِ طُوىً) قال : المبارك (طُوىً) قال : اسم الوادي. وأخرج ابن أبي حاتم عنه (بِالْوادِ الْمُقَدَّسِ طُوىً) يعني الأرض المقدسة ، وذلك أنه مرّ بواديها ليلا فطوى ، يقال : طويت وادي كذا وكذا. وأخرج ابن جرير عنه أيضا في قوله : (طُوىً) قال : طأ الوادي. وفي الصحيحين وغيرهما من حديث أنس أن رسول الله صلىاللهعليهوسلم قال : «إذا رقد أحدكم عن الصّلاة أو غفل عنها فليصلّها إذا ذكرها ، فإن الله قال : (أَقِمِ الصَّلاةَ لِذِكْرِي)». وأخرج الترمذي وابن ماجة وابن المنذر وابن أبي حاتم وابن حبان وابن مردويه من حديث أبي هريرة قال : قال رسول الله صلىاللهعليهوسلم : «من نسي صلاة فليصلها إذا ذكرها ، فإن الله قال : (أَقِمِ الصَّلاةَ لِذِكْرِي)» وكان ابن شهاب يقرؤها للذكرى. وأخرج ابن أبي حاتم عن ابن عباس في قوله : (أَكادُ
__________________
(١). لقمان : ٢٨.