وقد أخرج ابن أبي حاتم عن ابن عباس أن رجلا أتاه ، فقال : رأيت قوله : (وَنَحْشُرُ الْمُجْرِمِينَ يَوْمَئِذٍ زُرْقاً) وأخرى (عُمْياً) (١) قال : إن يوم القيامة فيه حالات يكونون في حال زرقا ، وفي حال عميا. وأخرج ابن المنذر وابن أبي حاتم عنه في قوله : (يَتَخافَتُونَ بَيْنَهُمْ) قال : يتساررون. وأخرج ابن أبي شيبة وعبد ابن حميد وابن المنذر وابن أبي حاتم عن سعيد بن جبير في قوله : (أَمْثَلُهُمْ طَرِيقَةً) قال : أوفاهم عقلا ، وفي لفظ قال : أعلمهم في نفسه. وأخرج ابن المنذر وابن جريج قال : قالت قريش : كيف يفعل ربك بهذه الجبال يوم القيامة؟ فنزلت (وَيَسْئَلُونَكَ عَنِ الْجِبالِ) الآية. وأخرج ابن المنذر وابن أبي حاتم عن ابن عباس في قوله : (فَيَذَرُها قاعاً صَفْصَفاً) قال : لا نبات فيه (لا تَرى فِيها عِوَجاً) قال : واديا (وَلا أَمْتاً) قال : رابية. وأخرج عبد بن حميد وابن المنذر وابن أبي حاتم عن عكرمة أنه سئل عن قوله : (قاعاً صَفْصَفاً لا تَرى فِيها عِوَجاً وَلا أَمْتاً) قال : كان ابن عباس يقول : هي الأرض الملساء التي ليس فيها رابية مرتفعة ولا انخفاض. وأخرج ابن أبي حاتم عن ابن عباس (عِوَجاً) قال : ميلا ؛ (وَلا أَمْتاً) قال : الأمت : الأثر ، مثل الشراك. وأخرج ابن أبي حاتم عن محمد بن كعب القرظي قال : يحشر الناس يوم القيامة في ظلمة تطوى السماء ، وتتناثر النجوم ، وتذهب الشمس والقمر ، وينادي مناد فيتبع الناس الصوت يؤمّونه ، فذلك قول الله : (يَوْمَئِذٍ يَتَّبِعُونَ الدَّاعِيَ لا عِوَجَ لَهُ). وأخرج ابن أبي حاتم عن أبي صالح في الآية : قال : لا عوج عنه. وأخرج ابن المنذر وابن أبي حاتم عن ابن عباس في قوله : (وَخَشَعَتِ الْأَصْواتُ) قال : سكتت (فَلا تَسْمَعُ إِلَّا هَمْساً) قال : الصوت الخفيّ. وأخرج ابن المنذر وابن أبي حاتم عنه في قوله : (إِلَّا هَمْساً) قال : صوت وطء الأقدام. وأخرج عبد بن حميد عن الضحّاك وعكرمة وسعيد بن جبير والحسن مثله. وأخرج عبد بن حميد وابن المنذر عن مجاهد قال : الصوت الخفيّ. وأخرج ابن أبي حاتم عن سعيد ابن جبير قال : سرّ الحديث وصوت الأقدام. وأخرج ابن المنذر وابن أبي حاتم عن ابن عباس (وَعَنَتِ الْوُجُوهُ) قال : ذلّت. وأخرج عبد الرزاق وعبد بن حميد عن قتادة مثله. وأخرج عبد بن حميد وابن المنذر وابن أبي حاتم عن مجاهد قال : خشعت. وأخرج ابن أبي حاتم عن أبي العالية قال : خضعت. وأخرج ابن المنذر وابن أبي حاتم عن ابن عباس قال : (وَعَنَتِ الْوُجُوهُ) : الركوع والسجود. وأخرج ابن المنذر عن ابن جريج (وَقَدْ خابَ مَنْ حَمَلَ ظُلْماً) قال : شركا. وأخرج عبد الرزاق وعبد بن حميد عن قتادة (وَقَدْ خابَ مَنْ حَمَلَ ظُلْماً) قال : شركا (فَلا يَخافُ ظُلْماً وَلا هَضْماً) قال : (ظُلْماً) أن يزاد في سيئاته (وَلا هَضْماً) قال : ينقص من حسناته. وأخرج ابن المنذر وابن أبي حاتم عنه قال : لا يخاف أن يظلم في سيئاته ، ولا يهضم في حسناته. وأخرج الفريابي وعبد بن حميد وابن أبي حاتم عنه (وَلا هَضْماً) قال : غصبا.
__________________
(١). هي في قوله تعالى : (وَنَحْشُرُهُمْ يَوْمَ الْقِيامَةِ عَلى وُجُوهِهِمْ عُمْياً) [الإسراء : ٩٧].