من المنافقين ، وما مثلكم والأمم إلا كمثل الرّقمة (١) في ذراع الدابة ، أو كالشّامة (٢) في جنب البعير ، ثم قال : إني لأرجو أن تكونوا ربع أهل الجنة ، فكبّروا ، ثم قال : إني لأرجو أن تكونوا ثلث أهل الجنة ، فكبّروا ، ثم قال : إني لأرجو أن تكونوا نصف أهل الجنة ، فكبّروا ، قال : ولا أدري قال الثلثين أم لا». وأخرج الترمذي وصحّحه ، وابن جرير وابن المنذر عن عمران بن حصين مرفوعا نحوه ، وقال في آخره : «اعملوا وأبشروا ، فو الذي نفس محمد بيده إنكم لمع خليقتين ما كانتا مع شيء إلا كثّرتاه يأجوج ومأجوج ، ومن مات من بني آدم ومن بني إبليس ، فسرّي عن القوم بعض الذي يجدون ، قال : اعملوا وأبشروا ، فو الذي نفس محمد بيده ما أنتم في الناس إلا كالشامة في جنب البعير ، أو كالرّقمة في ذراع الدابة». وأخرج عبد الرزاق وعبد بن حميد وابن جرير وابن المنذر وابن أبي حاتم وابن حبّان ، والحاكم وصحّحه ، وابن مردويه عن أنس مرفوعا نحوه. وأخرج البزار وابن جرير وابن أبي حاتم ، والحاكم وصحّحه ، وابن مردويه عن أنس مرفوعا نحوه أيضا ، وفي الصحيحين وغيرهما عن أبي سعيد الخدري قال : قال النبي صلىاللهعليهوسلم فذكر نحوه ، وفي آخره فقال : «من يأجوج ومأجوج ألف ومنكم واحد ، وهل أنتم في الأمم إلا كالشّعرة السوداء في الثور الأبيض ، أو كالشّعرة البيضاء في الثور الأسود».
وأخرج عبد الرزاق وعبد بن حميد وابن جرير وابن المنذر وابن أبي حاتم عن قتادة في قوله : (كُتِبَ عَلَيْهِ) قال : كتب على الشيطان. وأخرج ابن أبي شيبة وعبد بن حميد وابن جرير وابن المنذر وابن أبي حاتم عن مجاهد مثله : (أَنَّهُ مَنْ تَوَلَّاهُ) قال : اتبعه. وأخرج البخاري ومسلم وأهل السنن وغيرهم عن ابن مسعود قال : حدّثنا رسول الله صلىاللهعليهوسلم وهو الصادق المصدوق : «إن أحدكم يجمع خلقه في بطن أمه أربعين يوما نطفة ، ثم يكون علقة مثل ذلك ، ثم يكون مضغة مثل ذلك ، ثم يرسل الله إليه الملك فينفخ فيه الروح ، ويؤمر بأربع كلمات ؛ بكتب رزقه وأجله وعمله وشقي أو سعيد ، فو الذي لا إله غيره إن أحدكم ليعمل بعمل أهل الجنة حتى ما يكون بينه وبينها إلا ذراع ، فيسبق عليه الكتاب فيعمل بعمل أهل النار فيدخلها ، وإن أحدكم ليعمل بعمل أهل النار حتى ما يكون بينه وبينها إلا ذراع ، فيسبق عليه الكتاب فيعمل بعمل أهل الجنة فيدخلها» والأحاديث في هذا الباب كثيرة جدا. وأخرج ابن أبي حاتم وصحّحه ، عن ابن عباس في قوله : (مُخَلَّقَةٍ وَغَيْرِ مُخَلَّقَةٍ) قال : المخلقة ما كان حيا ، وغير المخلقة ما كان سقطا. وروي نحو هذا عن جماعة من التابعين. وأخرج ابن جرير وابن المنذر وابن أبي حاتم عن ابن عباس في قوله : (مِنْ كُلِّ زَوْجٍ بَهِيجٍ) قال : حسن. وأخرج عبد الله بن أحمد في زوائد الزهد ، عن معاذ بن جبل قال : من علم أنّ الله عزوجل حق ، وأن الساعة آتية لا ريب فيها ، وأن الله يبعث من في القبور ، دخل الجنة.
__________________
(١). «الرقمة» : الرقمتان : هما الأثران في باطن عضد الحمار ، وقيل : هي الدائرة في ذراعيه ، وقيل : هي الرمّة الناتئة في ذراع الدابة من داخل.
(٢). «الشامة» : الخال والعلامة في الجسد.