وأخرج ابن جرير وابن أبي حاتم وابن مردويه عنه أيضا نحوه. وفي إسناده العوفي. وأخرج ابن مردويه أيضا من طريقه أيضا عن أبي سعيد قال : أسلم رجل من اليهود فذهب بصره وماله وولده فتشاءم بالإسلام ، فأتى النبي صلىاللهعليهوسلم فقال : أقلني أقلني ، قال : إن الإسلام لا يقال ، فقال : لم أصب من ديني هذا خيرا ؛ ذهب بصري ومالي ومات ولدي ، فقال : يا يهوديّ الإسلام يسبك الرجال كما تسبك النار خبث الحديد والذهب والفضة ، فنزلت (وَمِنَ النَّاسِ مَنْ يَعْبُدُ اللهَ عَلى حَرْفٍ). وأخرج الفريابي وعبد بن حميد وابن جرير وابن المنذر وابن أبي حاتم ، والحاكم وصحّحه ، وابن مردويه عن ابن عباس في قوله : (مَنْ كانَ يَظُنُّ أَنْ لَنْ يَنْصُرَهُ اللهُ) قال : من كان يظنّ أن لن ينصر الله محمدا في الدنيا والآخرة (فَلْيَمْدُدْ بِسَبَبٍ) قال : فليربط بحبل (إِلَى السَّماءِ) قال : إلى سماء بيته ؛ السقف (ثُمَّ لْيَقْطَعْ) قال : ثم يختنق به حتى يموت. وأخرج عبد بن حميد وابن أبي حاتم عنه قال : (مَنْ كانَ يَظُنُّ أَنْ لَنْ يَنْصُرَهُ اللهُ) يقول : أن لن يرزقه الله (فَلْيَمْدُدْ بِسَبَبٍ إِلَى السَّماءِ) فليأخذ حبلا فليربطه في سماء بيته فليختنق به (فَلْيَنْظُرْ هَلْ يُذْهِبَنَّ كَيْدُهُ ما يَغِيظُ) قال : فلينظر هل ينفعه ذلك أو يأتيه برزق.
(إِنَّ الَّذِينَ آمَنُوا وَالَّذِينَ هادُوا وَالصَّابِئِينَ وَالنَّصارى وَالْمَجُوسَ وَالَّذِينَ أَشْرَكُوا إِنَّ اللهَ يَفْصِلُ بَيْنَهُمْ يَوْمَ الْقِيامَةِ إِنَّ اللهَ عَلى كُلِّ شَيْءٍ شَهِيدٌ (١٧) أَلَمْ تَرَ أَنَّ اللهَ يَسْجُدُ لَهُ مَنْ فِي السَّماواتِ وَمَنْ فِي الْأَرْضِ وَالشَّمْسُ وَالْقَمَرُ وَالنُّجُومُ وَالْجِبالُ وَالشَّجَرُ وَالدَّوَابُّ وَكَثِيرٌ مِنَ النَّاسِ وَكَثِيرٌ حَقَّ عَلَيْهِ الْعَذابُ وَمَنْ يُهِنِ اللهُ فَما لَهُ مِنْ مُكْرِمٍ إِنَّ اللهَ يَفْعَلُ ما يَشاءُ (١٨) هذانِ خَصْمانِ اخْتَصَمُوا فِي رَبِّهِمْ فَالَّذِينَ كَفَرُوا قُطِّعَتْ لَهُمْ ثِيابٌ مِنْ نارٍ يُصَبُّ مِنْ فَوْقِ رُؤُسِهِمُ الْحَمِيمُ (١٩) يُصْهَرُ بِهِ ما فِي بُطُونِهِمْ وَالْجُلُودُ (٢٠) وَلَهُمْ مَقامِعُ مِنْ حَدِيدٍ (٢١) كُلَّما أَرادُوا أَنْ يَخْرُجُوا مِنْها مِنْ غَمٍّ أُعِيدُوا فِيها وَذُوقُوا عَذابَ الْحَرِيقِ (٢٢) إِنَّ اللهَ يُدْخِلُ الَّذِينَ آمَنُوا وَعَمِلُوا الصَّالِحاتِ جَنَّاتٍ تَجْرِي مِنْ تَحْتِهَا الْأَنْهارُ يُحَلَّوْنَ فِيها مِنْ أَساوِرَ مِنْ ذَهَبٍ وَلُؤْلُؤاً وَلِباسُهُمْ فِيها حَرِيرٌ (٢٣) وَهُدُوا إِلَى الطَّيِّبِ مِنَ الْقَوْلِ وَهُدُوا إِلى صِراطِ الْحَمِيدِ (٢٤))
قوله : (إِنَّ الَّذِينَ آمَنُوا) أي : بالله وبرسوله ، أو بما ذكر من الآيات البينات (وَالَّذِينَ هادُوا) هم اليهود المنتسبون إلى ملّة موسى (وَالصَّابِئِينَ) قوم يعبدون النجوم ، وقيل : هم من جنس النصارى وليس ذلك بصحيح ، بل هم فرقة معروفة لا ترجع إلى ملّة من الملل المنتسبة إلى الأنبياء (وَالنَّصارى) هم المنتسبون إلى ملّة عيسى (وَالْمَجُوسَ) هم الذين يعبدون النار ، ويقولون : إن للعالم أصلين ؛ النور والظلمة. وقيل : هم قوم يعبدون الشمس والقمر ، وقيل : هم قوم يستعملون النجاسات ، وقيل : هم قوم من النصارى اعتزلوهم ولبسوا المسوح ، وقيل : إنهم أخذوا بعض دين اليهود وبعض دين النصارى (وَالَّذِينَ أَشْرَكُوا) الذين يعبدون الأصنام ، وقد مضى تحقيق هذا في البقرة ، ولكنه سبحانه قدّم هنالك النصارى على الصابئين ، وأخّرهم عنهم هنا. فقيل : وجه تقديم النصارى هنالك أنهم أهل كتاب دون الصابئين ، ووجه تقديم الصابئين