أبي شيبة في المصنف ، وابن منيع وابن جرير وابن المنذر وابن أبي حاتم ، والحاكم وصحّحه ، والبيهقي في السّنن ، عن ابن عباس قال : لما فرغ إبراهيم من بناء البيت قال : ربّ قد فرغت ، فقال (وَأَذِّنْ فِي النَّاسِ بِالْحَجِ) قال : ربّ وما يبلغ صوتي؟ قال : أذّن وعليّ البلاغ ، قال : ربّ كيف أقول؟ قال : قل : يا أيها الناس كتب عليكم الحجّ إلى البيت العتيق ، فسمعه من في السماء والأرض ، ألا ترى أنهم يجيئون من أقصى الأرض يلبّون. وفي الباب آثار عن جماعة من الصحابة. وأخرج ابن جرير وابن المنذر وابن أبي حاتم عن ابن عباس (لِيَشْهَدُوا مَنافِعَ لَهُمْ) قال : أسواقا كانت لهم ، ما ذكر الله منافع إلا الدنيا. وأخرج ابن أبي حاتم عنه قال : منافع في الدنيا ومنافع في الآخرة ، فأما منافع الآخرة فرضوان الله ، وأما منافع الدنيا فممّا يصيبون من لحوم البدن في ذلك اليوم والذبائح والتجارات. وأخرج أبو بكر المروزي في «كتاب العيدين» عنه أيضا قال : الأيام المعلومات : أيام العشر. وأخرج عبد بن حميد وابن المنذر وابن أبي حاتم عنه أيضا قال : الأيام المعلومات : يوم النحر وثلاثة أيام بعده. وأخرج ابن جرير عنه أيضا قال : أيام التشريق. وأخرج عبد بن حميد وابن المنذر عنه أيضا في الأيام المعلومات قال : قبل يوم التروية بيوم ، ويوم التروية ويوم عرفة. وأخرج ابن جرير عنه أيضا قال : البائس : الزّمن (١). وأخرج ابن أبي شيبة وعبد بن حميد وابن جرير وابن المنذر عن ابن عمر قال : التفث المناسك كلها. وأخرج هؤلاء عن ابن عباس نحوه. وأخرج سعيد بن منصور وعبد بن حميد وابن جرير وابن المنذر وابن أبي حاتم عن ابن عباس قال : التفث : حلق الرأس ، والأخذ من العارضين ، ونتف الإبط ، وحلق العانة ، والوقوف بعرفة ، والسّعي بين الصفا والمروة ، ورمي الجمار ، وقصّ الأظفار ، وقصّ الشارب ، والذّبح. وأخرج ابن جرير وابن المنذر عنه (وَلْيَطَّوَّفُوا بِالْبَيْتِ الْعَتِيقِ) : هو طواف الزيارة يوم النحر. وورد في وجه تسمية البيت بالعتيق آثار عن جماعة من الصحابة ، وقد أشرنا إلى ذلك سابقا ، وورد في فضل الطواف أحاديث ليس هذا موضع ذكرها.
(ذلِكَ وَمَنْ يُعَظِّمْ حُرُماتِ اللهِ فَهُوَ خَيْرٌ لَهُ عِنْدَ رَبِّهِ وَأُحِلَّتْ لَكُمُ الْأَنْعامُ إِلاَّ ما يُتْلى عَلَيْكُمْ فَاجْتَنِبُوا الرِّجْسَ مِنَ الْأَوْثانِ وَاجْتَنِبُوا قَوْلَ الزُّورِ (٣٠) حُنَفاءَ لِلَّهِ غَيْرَ مُشْرِكِينَ بِهِ وَمَنْ يُشْرِكْ بِاللهِ فَكَأَنَّما خَرَّ مِنَ السَّماءِ فَتَخْطَفُهُ الطَّيْرُ أَوْ تَهْوِي بِهِ الرِّيحُ فِي مَكانٍ سَحِيقٍ (٣١) ذلِكَ وَمَنْ يُعَظِّمْ شَعائِرَ اللهِ فَإِنَّها مِنْ تَقْوَى الْقُلُوبِ (٣٢) لَكُمْ فِيها مَنافِعُ إِلى أَجَلٍ مُسَمًّى ثُمَّ مَحِلُّها إِلَى الْبَيْتِ الْعَتِيقِ (٣٣) وَلِكُلِّ أُمَّةٍ جَعَلْنا مَنْسَكاً لِيَذْكُرُوا اسْمَ اللهِ عَلى ما رَزَقَهُمْ مِنْ بَهِيمَةِ الْأَنْعامِ فَإِلهُكُمْ إِلهٌ واحِدٌ فَلَهُ أَسْلِمُوا وَبَشِّرِ الْمُخْبِتِينَ (٣٤) الَّذِينَ إِذا ذُكِرَ اللهُ وَجِلَتْ قُلُوبُهُمْ وَالصَّابِرِينَ عَلى ما أَصابَهُمْ وَالْمُقِيمِي الصَّلاةِ وَمِمَّا رَزَقْناهُمْ يُنْفِقُونَ (٣٥))
__________________
(١). أي : المريض مرضا يطول شفاؤه.