السيوطي : بإسناد صحيح ، عن ابن عباس قال : قال رسول الله صلىاللهعليهوسلم في قول الله : «(سَواءً الْعاكِفُ فِيهِ وَالْبادِ) قال : «سواء المقيم والذي يدخل». وأخرج ابن مردويه عن ابن عمر أن النبيّ صلىاللهعليهوسلم قال : «مكة مباحة لا تؤجر بيوتها ولا تباع رباعها». وأخرج ابن أبي شيبة وابن ماجة عن علقمة بن نضلة قال : توفي رسول الله صلىاللهعليهوسلم وأبو بكر وعمر وما تدعى رباع مكة (١) إلا السّوائب (٢) ، من احتاج سكن ، ومن استغنى أسكن (٣). رواه ابن ماجة عن أبي بكر بن أبي شيبة ، عن عيسى بن يونس ، عن عمر بن سعيد بن أبي حسين ، عن عثمان بن أبي سليمان ، عن علقمة فذكره. وأخرج الدارقطني عن ابن عمر مرفوعا : «من أكل كراء بيوت مكة أكل نارا» وأخرج الفريابي وسعيد بن منصور وابن راهويه وأحمد وعبد بن حميد والبزار وأبو يعلى وابن جرير وابن المنذر وابن أبي حاتم والطبراني ، والحاكم وصحّحه ، وابن مردويه عن ابن مسعود رفعه في قوله : (وَمَنْ يُرِدْ فِيهِ بِإِلْحادٍ بِظُلْمٍ) قال : «لو أن رجلا همّ فيه بإلحاد وهو بعدن أبين لأذاقه الله عذابا أليما». قال ابن كثير : هذا الإسناد صحيح على شرط البخاري ، ووقفه أشبه من رفعه ، ولهذا صمّم شعبة على وقفه. وأخرج سعيد بن منصور والطبراني عن ابن مسعود في الآية قال : من همّ بخطيئة فلم يعملها في سوى البيت لم تكتب عليه حتى يعملها ، ومن همّ بخطيئة في البيت لم يمته الله من الدنيا حتى يذيقه من عذاب أليم. وأخرج ابن أبي حاتم عن ابن عباس قال : نزلت هذه الآية في عبد الله بن أنيس : أن رسول الله صلىاللهعليهوسلم بعثه مع رجلين ، أحدهما مهاجر والآخر من الأنصار ، فافتخروا في الأنساب ، فغضب عبد الله بن أنيس ، فقتل الأنصاري ، ثم ارتدّ عن الإسلام وهرب إلى مكة ، فنزلت فيه (وَمَنْ يُرِدْ فِيهِ بِإِلْحادٍ بِظُلْمٍ) يعني من لجأ إلى الحرم بإلحاد ، يعني بميل عن الإسلام. وأخرج عبد بن حميد وابن جرير وابن المنذر وابن أبي حاتم عنه في قوله : (وَمَنْ يُرِدْ فِيهِ بِإِلْحادٍ بِظُلْمٍ) قال : بشرك. وأخرج عبد بن حميد ، والبخاري في تاريخه ، وابن المنذر وابن أبي حاتم وابن مردويه عن يعلى بن أمية عن رسول الله صلىاللهعليهوسلم قال : «احتكار الطعام في الحرم إلحاد فيه». وأخرج سعيد بن منصور ، والبخاري في تاريخه ، وابن المنذر عن عمر بن الخطاب قال : احتكار الطعام بمكة إلحاد بظلم. وأخرج عبد بن حميد وابن أبي حاتم عن ابن عمر قال : بيع الطعام بمكة إلحاد. وأخرج البيهقي في الشعب عنه قال : سمعت رسول الله صلىاللهعليهوسلم يقول : «احتكار الطعام بمكة إلحاد».
وأخرج ابن جرير ، والحاكم وصحّحه ، عن عليّ قال : لما أمر إبراهيم ببناء البيت خرج معه إسماعيل وهاجر ، فلما قدم مكة رأى على رابية في موضع البيت مثل الغمامة فيه مثل الرأس ، فكلمه فقال : يا إبراهيم! ابن على ظلّي أو على قدري ، ولا تزد ولا تنقص ، فلما بنى خرج وخلّف إسماعيل وهاجر ، وذلك حين يقول الله : (وَإِذْ بَوَّأْنا لِإِبْراهِيمَ مَكانَ الْبَيْتِ) الآية. وأخرج ابن أبي شيبة وابن جرير وابن المنذر وابن أبي حاتم عن عطاء (وَالْقائِمِينَ) قال : المصلين عنده. وأخرج عبد الرزاق وابن جرير عن قتادة معناه. وأخرج ابن
__________________
(١). أي : بيوتها.
(٢). «السوائب» : أي غير المملوكة لأهلها ، بل المتروكة لله تعالى لينتفع بها المحتاج إليها.
(٣). أي : أسكن غيره بلا إجارة.