صلوا وليست لهم قبلة متعينة وقد ذكرنا بطلان ذلك القول وان بيت المقدس كانت قبل الكعبة فريضة متعينة.
وثانيا : ان نسبة هذه الآية المبحوثة عنها بالنسبة إلى قوله تعالى (فَوَلِّ وَجْهَكَ) الآية نسبة العام الى الخاص فلا تعارض بين العام والخاص حتى نلتزم بالنسخ.
وثالثا ان القول بالنسخ متوقف على العلم بتقدم نزول هذه الآية قبل قوله تعالى (فَوَلِّ وَجْهَكَ) ولا دليل على ذلك غير ان هذه الآية كتبت في المصحف قبل قوله تعالى (فَوَلِّ وَجْهَكَ) وهو لا يعد دليلا فليست هذه الآية في صلاة الفريضة كما ذكرنا التنصيص بذلك عن أئمة أهل البيت (ع) وعن طريق العامة عن ابن عمر ان الآية في نافلة المسافر وفي من صلى خطأ الى غير القبلة ذكرهما الرازي في تفسيره وعن الطبري أنها نزلت في المتحير وعن بعضهم انها في الدعاء وقد تبين مما ذكرنا ان الآية محكمة ليست بمنسوخة وتبين أيضا بطلان قول من قال ان هذه الآية ناسخة لقبلة بيت المقدس وهو (ص) والمسلمون مخيرون بعد رفع قبلة بيت المقدس في الصلوات الى حيث ما شاءوا الا انه (ص) يختار بيت المقدس نقل ذلك عن قتادة وابن زيد.
قوله تعالى (إِنَّ اللهَ واسِعٌ عَلِيمٌ) قيل انه سبحانه واسع الفضل والرحمة لم يشدد عليكم في أمر القبلة (وَما جَعَلَ عَلَيْكُمْ فِي الدِّينِ مِنْ حَرَجٍ). عليم يضع ويجعل من الأحكام ما يصلحكم وتنتفعون بها في دنياكم وآخرتكم.
«مقدمة الصلاة»
(الآية الأولى)
قال تعالى (يا بَنِي آدَمَ قَدْ أَنْزَلْنا عَلَيْكُمْ لِباساً يُوارِي سَوْآتِكُمْ وَرِيشاً وَلِباسُ التَّقْوى ذلِكَ خَيْرٌ ذلِكَ مِنْ آياتِ اللهِ لَعَلَّهُمْ يَذَّكَّرُونَ) (الأعراف ٢٥).
بيان : الآية في مقام الامتنان والتذكار بالنعمة والاستدلال بها على فضله ورحمته تعالى بعباده وقيل استدلال على توحيده وذكروا في تفسير الإنزال في هذا المقام وأمثاله وجوها والأحسن منها ما قال في المنار عن شيخه عبده لان كل ما كان من الحضرة العلية الإلهية يسمى إعطائه انزالا انتهى وقال في القلائد وما أعطاه الله بعبده فقد أنزله عليه وليس أن هناك علوا ولكن كان المراد العلو الرتبي والتعظيم انتهى والمواراة التيسر والسوأة العورة ومقابح البدن وريش ورياش قال في القاموس ما حاصلة مثل اللبس واللباس الثياب الفاخرة وفسره بعضهم بلباس التجمل وقال بعضهم بمعنى الأثاث من الفرش والآثار. والظاهر ان ما ذكروه من مصاديق المعنى العام اللغوي قال أبو عبد الله الحسين (ع) في دعائه في يوم عرفة لم ترض لي يا إلهي بنعمة دون اخرى ورزقتني من أنواع المعايش وصوف الرياش بمنك العظيم الأعظم علي. الدعاء فهذه الآية لمكان كونها في مقام الامتنان والتذكر