قال ابن عرفة : موالاة القضاة والظلمة إن كانت لمجرد زيارتهم فهي حرام ، وإن كان يزورهم لاستنقاذ مظلوم ولمصلحة مظنونة فهو جائز ، وقد كان يفعله سيدي أبو الحسن المنتصر ، والزبير ، والإمام ، وكان سيدي أبو علي عمر الثوري ، والشيخ الصالح أبو العباس أحمد بن عامر في المغرب يجتنبون ذلك.
قوله تعالى : (وَلَوْ كانُوا يُؤْمِنُونَ بِاللهِ وَالنَّبِيِّ وَما أُنْزِلَ إِلَيْهِ مَا اتَّخَذُوهُمْ أَوْلِياءَ).
جعل الإيمان ملزوم لعدم اتخاذهم أولياء ، فدل عل أن موالاة الكافر كفر.
قوله تعالى : (فَأَثابَهُمُ اللهُ بِما قالُوا جَنَّاتٍ).
قال ابن عرفة : فيها سؤال وهو أنه تقدمها ونطمع أن يدخلنا ربنا مع القوم الصالحين ، فعبروا بلفظ الرب ، فهلا قيل : فأثابهم ربهم؟ وأجيب بأنه إشارة إلى أن هذا الثواب إذا وقع من الله تعالى مع استحضار مقام التفضل والحنان والشفقة.
قال ابن عرفة : وتقدمنا نحن الجواب بأن من حسن الاقتضاء أن يطلب الأجير أجره على سبيل التلطف ، ويعتقد أنها تفضل من المستأجر ومن حسن القضاء بأن يعطي المستأجر الأجرة معتقدا أنها واجبة عليه ، فالأول راجع لطريق الرجاء وطلب نيل الثواب فناسب التلطف بعبارة الرب ، والثاني راجع للجزاء فهو إشارة إلى أن الله أوجب ذلك على نفسه شرعا ولا يجب عليه شيء ، قال : وما هنا مصدرية أو موصولة بمعنى الذي ، وكونها موصولة بمعنى الذي أقرب لمذهب أهل السنة ، وإن جعلناها مصدرية كانت دليلا للمرجئة بأن مجرد النطق بالشهادتين كان في حصول الإيمان وفي دخول الجنة ، وظاهر هذه الآية أن الجنات في الدنيا أشرف وأعلا من الدور التي لا جنات فيها ؛ لأن الله أثابهم بالجنات فدل على أنها أفضل من الدور ، وهل يكون للرجل الواحد جنات أو هو على التوزيع يحتمل.
قوله تعالى : (خالِدِينَ فِيها).
لأن النعيم إنما هو بالخلود ، ثم قال (أَفَرَأَيْتَ إِنْ مَتَّعْناهُمْ سِنِينَ ثُمَّ جاءَهُمْ ما كانُوا يُوعَدُونَ) [سورة الشعراء : ٢٠٥ ـ ٢٠٦].
قوله تعالى : (وَذلِكَ جَزاءُ الْمُحْسِنِينَ).