الأمر الباطل أن قصد به اشتغال ... (١) فهو لهو وإلا فلعب كما يلعب الشطرنج ، ولا يقصد به اثناهن شيء.
قوله تعالى : (هَلْ يَنْظُرُونَ إِلَّا تَأْوِيلَهُ).
يحتمل أن يكون إشارة إلى تكذيبهم وأنهم ليس حالتهم حالة من ينتظر المال والعاقبة ، وهذا يشمل الشاك للتوهم.
قوله تعالى : (فَهَلْ لَنا مِنْ شُفَعاءَ فَيَشْفَعُوا لَنا).
إما للتوزيع ، وإما لأنه مقام لا يشفع فيه إلا الشفعاء لا الشفيع الواحد.
قوله تعالى : (إِنَّهُ لا يُحِبُّ الْمُعْتَدِينَ).
يحتمل أن يكون تهييجا وحقا للمظلوم في أن يدعو على الظالم لأن دعاه في مظنة الاستجابة والقبول فإن الله لا يحب المعتدين.
قوله تعالى : (بَعْدَ إِصْلاحِها).
تشنيع على من يفعل ذلك.
قوله تعالى : (وَهُوَ الَّذِي يُرْسِلُ الرِّياحَ بُشْراً بَيْنَ يَدَيْ رَحْمَتِهِ).
قال : لما تقدمها الأمر بالدعاء والنهي عن الإفساد في الأرض عقبه ببيان الدليل والبرهان على أن الله تعالى هو الفاعل المختار الذي لا إله غيره ، أو يكون إشارة إلى أن الدنيا سبب في الرحمة كما أن الريح الطيب سبب في الرحمة.
قوله تعالى : (فَسُقْناهُ إِلى بَلَدٍ مَيِّتٍ).
ولم يقل : أرض ميت ، والضرر إنما هو لعمار الأرض لا للأرض.
قوله تعالى : (وَالْبَلَدُ الطَّيِّبُ يَخْرُجُ نَباتُهُ بِإِذْنِ رَبِّهِ).
يحتمل أن يكون مثالا لحال الدعاء فمنه ما يكون من صادق مقال ما منع فهذا يخرج نباته بإذن ربه إشارة إلى قرب الاستجابة ، ومنه ما يكون من خبيث غير متصف في مكانه يتذلل ولا خشوع فهذا لا تحصل له إجابة ولا برجاء ؛ فإن قلت : لم قال : (وَالْبَلَدُ) فعبر بالاسم ، فقال (وَالَّذِي خَبُثَ) فعبر بالفعل؟ قلت : لأن متعلق الذم على الأعم يستلزم تطبيقه على الأخص فإذا ثبت الذم على مطلق الخبث فأحرى ما
__________________
(١) بياض في المخطوطة.