قوله تعالى : (وَاذْكُرُوا إِذْ جَعَلَكُمْ خُلَفاءَ).
قال الزمخشري : إنه مفعول.
ابن عرفة : أو ظرف تقديره واذكروا حالكم إذ جعلكم.
قوله تعالى : (قالُوا أَجِئْتَنا لِنَعْبُدَ اللهَ وَحْدَهُ).
ولم يقولوا : أرسلت إلينا ؛ لأنهم ينكرون رسالته فهو احتراس منهم ؛ ونظيره قوله تعالى : (إِذا قِيلَ لَهُمْ ما ذا أَنْزَلَ رَبُّكُمْ قالُوا أَساطِيرُ الْأَوَّلِينَ) [سورة النحل : ٢٤] برفع أساطير ، وقال في المؤمنين (لِلَّذِينَ اتَّقَوْا ما ذا أَنْزَلَ رَبُّكُمْ قالُوا خَيْراً) [سورة النحل : ٣٠].
قوله تعالى : (وَنَذَرَ ما كانَ يَعْبُدُ آباؤُنا).
أتوا به مع أنه داخل في الأول إما تشنيعا منهم عليه ، أو إشارة إلى مسندهم في عبادتهم وفيه دليل على عدم [٣٤ / ١٦٦] التقليد في الأمر الباطل.
قوله تعالى : (قَدْ وَقَعَ عَلَيْكُمْ مِنْ رَبِّكُمْ رِجْسٌ وَغَضَبٌ).
أتى بلفظ الرب ، كما في قوله تعالى : (يا أَيُّهَا الْإِنْسانُ ما غَرَّكَ بِرَبِّكَ الْكَرِيمِ) [سورة الانفطار : ٦] تنبيها على أنه المنعم عليهم فلا يحل لهم عصيانه ، والرجس والغضب بمعنى ومعا حسيان ؛ فالرجس راجع لعذاب الدنيا ؛ والغضب لعذاب الآخرة ، ويكون الرجس حسيا راجع للعذاب النازل بهم ، والغضب معنويا إلى إرادة الله تعالى ذلك بهم في الأزل ؛ فيه استعمال اللفظ في حقيقته ومجازه.
قوله تعالى : (أَتُجادِلُونَنِي فِي أَسْماءٍ سَمَّيْتُمُوها).
قال ابن عرفة : في إما للسببية ؛ أي ما يسبب فيكون مجازا أو على حقيقتها وهنالك مضاف مقدر ؛ أي في حال أسماء فيتعارض المجاز ، والإضمار فيه خلاف.
قوله تعالى : (سَمَّيْتُمُوها).
إن قلنا : إن الاسم هو المسمى ؛ فظاهر ، وإن قلنا : إنه غيره ، وأن الاسم هو التسمية فلا بد أن يكون على هذا تقدير حذف المجاز ، أي : سميتم.
قوله تعالى : (أَنْتُمْ وَآباؤُكُمْ).
مع أن الذي سماها إنما هو آباؤهم هم الذين سموا الوصيلة والبحيرة والسائبة والحام.