قال : وأجاب صاحب الانتصاف وهو ناصر الدين بن المنير : وجماعة كفروا برؤية ربهم : هذا ووعد الله ما أن يخلفه وتلقبوا عدلية ، قلنا : أجل عدلوا بربهم فحسبهم صفة ، وتلقبوا الناجين ، فلأنهم لم يكونوا في لظى فصلى شقة.
وأجاب الشيخ أبو علي عمر بن محمد بن مطيل السكوني الأصولي : سميت جهلا صدر أنه لعهد وذوي البصائر بالحمير الموكفة وزعمت أن قد شبهوه بخلقه وتخونوا وتستروا بالبلكفة ونطق الكذاب وأنت تنطق بالهوى بك في المهاوي المتلفة أثر الكليم أتى تجهل ما أتى ، وأتى شيوخك ما أتوا عن فرقة.
وأجاب القاضي الفقيه أبو علي بن عبد الرفيع ، بقوله : جورية وتلقيت عدلية ، وعن الصواب عدولها للسفسفة نفوا الصفات وعطلوا وتمجسوا ويكابرون ، وشأنهم جلب السفه.
وأجاب الفقيه أبو عبد الله محمد بن أحمد بن محمد بن مرزوق وجماعة : عرفت لعمري بالسفه ، وتمسكت بضلال أهل الفلسفة عدلت عن النهج القويم فلقبت عدلية وعدولها عن معرفة فعلت ، وقالت : لن يرى رب الورى يوم الجزاء ، فألزمت نفي الصفة وكم من زلة ذات ، وكم من مذهب ذهبت بهم في متلفة ، وكذلك أسلمت الأمور لنفسها هيهات تنقذ نفسها من متلفة كيف السبيل عن غيهم والغي هل يمنع صرفها والمعرفة.
وأجاب شيخنا العالم أبو عبد الله محمد بن محمد بن عرفة لخياله سواء عما هم معدلة ومثاله [...] موقفه قد شبهوه بالمحال فعطلوا وتستروا بالذات عن نفي الصفة الحثالة ما لا خبر فيه وعماهم في الدنيا لمخالفتهم الحق وفي الآخرة لأنهم لا يرونه على مذهبهم الفاسد وحمر جمع حمار ، والموقنين لكيلا يقع بهم بخلاف الحمار الموكن ، وقالوا : عالم لا يعلم فشبهوه بالمحال لا نفي العلم يستلزم كونه محالا.
قال ابن عرفة : والنظر غمر الرؤية فالنظر تحديق الحدقة ونحو المنظور [....] لا تقول : نظرت فلم أره ، والرؤية إنما تصدق عند المشاهدة ، فالمعنى مكني عن الرؤية لا نظر قارئ ، والمعتزلة ينكرونه في الدنيا عقلا ونحن نجيزها في الدارين لكي نقول : لا نقع إلا في الآخرة ، ووجه الجواز عند المتقدمين كإمام الحرمين أن كل موجود فرؤيته ممكنة لذاته ، ولا يستلزم عليه ما قال المعتزلة من أن الرؤية تقتضي كون المرئي في مكان والله تعالى يستحيل عليه المكان ؛ فإن ذلك من لوازم المرئي لا من لوازم الرؤية وهذا أن المرئي لا يكون إلا في مكان ؛ لأن المكان من ضرورياته لا في زمن لرؤية ولا في غيره ؛ فلهذا كان المرئي لا يرى إلا في مكان فالله تعالى يستحيل عليه