تأكيد ، قال : وأجيب بأن (أَصْلِحْ) مطلق ؛ فإن الأمر لا يقتضي التكرار فيصدق بصورة ، والنهي يقتضي الانتهاء دائما ، فإن قلت : هلا قال : وأصلح وأنه من المفسدين عن الإفساد فإنه هو المقصود في هذا المقام؟ ، فالجواب : أنه اكتفى عنه بقوله :
(وَأَصْلِحْ) لأنه من جملة الإصلاح ، وليس المراد الاتباع الاصطلاحي ، وهو أن يفعل فعل المتبوع لأجل أنه فعله ونهاه عن اتباع سبيله مطلقا.
قوله تعالى : (وَلَمَّا جاءَ مُوسى لِمِيقاتِنا)
أي : للوقت الذي وعد به.
قوله تعالى : (وَكَلَّمَهُ رَبُّهُ).
أي : أزال الحجب المانعة من سماع الكلام القديم الأزلي فسمعه ، أو خلق له سمعا هو ولهذا أدركه الكلام القديم.
قوله تعالى : (قالَ رَبِّ أَرِنِي أَنْظُرْ إِلَيْكَ). إن قلت : النظر هو الرؤية ؛ فكيف قال أرني أنظر إليك؟ قلت : أجيب بالنظر مطاوع ، وأرني هو الفعل الأول ، كقولك : أخرجني لمخرج ، وأدخلني لمدخل.
قوله تعالى : (جَعَلَهُ دَكًّا).
قال الفقيه أبو القاسم بن أحمد الغبريني : أخذ بعضهم من هذا أن جميع الأفعال لله تعالى ، ورده بأن هذا جبل جماد ولا يكون منه فعل ؛ فلذلك أسند الفعل معه ، بدليل قوله تعالى : (وَخَرَّ مُوسى صَعِقاً) فأسند الفعل لموسى ، وأجاب الغبريني : بأن خر مطاوع ، يقول آخر : صير وهو في الثلاثي مقيس ويجوز كيف ما كان أخرجته فخرج ، وإذا كان كذلك فالفعل لله.
وتحامل الزمخشري هنا وأساء الأدب على أهل السنة وأنكر الرؤية ، ثم قال : ولا يغرنك تسترهم بالبلكفة فإنها من منصوبات فحاجهم ، والقول : ما قال بعض العدلية فيهم لجماعة سموا هواهم سنة وجماعة حمر لعمري موكفة قد شبهوه بخلقه وتخوفوا شنيع الورا فتستر بالبلكفة ، أي : تستروا بقولهم بلا كيف.
قال الطيبي : فأجابه بعض أهل السنة بقوله : عجبتما لقوم ظالمين تلقبوا بالعدل ما فيهم لعمري معرفة قد جاءهم من حيث لا يدرونه تعطيل ذات الله مع نفي الصفة.