قوله تعالى : (زُيِّنَ لَهُمْ سُوءُ أَعْمالِهِمْ).
انظر لم حذف الفاعل؟ قال بعضهم : للتحقير ، فرد عليه بأنه لا يحذف إلا إذا كان المفعول عظيما فيحذف تحقيرا له أن يذكر معه ، لقولك : طعن عمرو ، والمفعول هنا حقير.
وقال ابن عرفة : حذف العلم به ، فرد عليه الخولاني بأن المفسرين اختلفوا في المزين ، فقيل : هو الله ، وقيل : هو الشيطان ... (١) انظر ابن عطية ، قلت : إن كان المزين هو الله فالحذف للتعظيم ، وإن كان الشيطان فالحذف للتحقير لأنه غير معظم.
قوله تعالى : (سُوءُ أَعْمالِهِمْ).
قال : هو عندي من باب الصفة إلى الموصوف ؛ لأن السوء من صفة الأعمال [٣٧ / ١٨٤] وهو عندهم ضعيف ، والكثير الجائز إضافة الموصوف إلى صفته كصلاة الأولى ، ونقله [...].
قلت : وذكر الشيخ النووي الصالح في شرح مسلم في كتاب فضائل الصحابة حديث جرير بن عبد الله أن مذهب [.....] ، وأجاز ذلك الكوفيون ، فأجابه ابن عرفة : بأن عنهما عموم وخصوص من وجه دون وجه ، فالشيء يطلق على الأعمال وغيرها ؛ كما أن الأعمال منها السيىء والقبيح ، قلت : وما قال عندي غير صحيح لجواز مررت برجل حسن الوجه ، وهو باب متصور من أبواب الغريبة فتأمله.
قوله تعالى : (يُضَلُّ بِهِ الَّذِينَ كَفَرُوا).
إن جعلنا المعنى السيىء بمعنى النسيء فظاهر وإلا فقول بفعله ، والسيء مصدر.
والزمخشري وأبو حيان يشكلان ، فإنهما ذكرا ثلاث قرأ الورش النسيء بالمد وبخفض النسيء كالهدي.
قال ابن عرفة : وهي والأول سواء ولا فرق بينهما.
قوله تعالى : (ما).
ما ظرف والعمل في جميعه ؛ لأنه محدود.
قوله تعالى : (لِيُواطِؤُا عِدَّةَ ما حَرَّمَ اللهُ).
__________________
(١) بياض في المخطوطة.