ابن عرفة : هو أن الطلبة يقولون : هذه الآية إما حجة مرضية ولا يعتزله بأن كان المراد الإيمان مجرد التصديق كانت حجة ، وحبذا القائلين بأن كلمة التوحيد كافية في دخول الجنة ، وإن كان المراد الإيمان مع العمل الصالح كانت حجة للمعتزلة القائلين بأن العاصي مخلد في النار.
قال : وأجيب بأن الألف واللام في المؤمنين للعهد فالمراد المؤمنون المتقدم ذكرهم ، في قوله تعالى : (وَالْمُؤْمِنُونَ وَالْمُؤْمِناتُ بَعْضُهُمْ أَوْلِياءُ بَعْضٍ يَأْمُرُونَ بِالْمَعْرُوفِ) إلى آخر الآية فهم المتصفون بهذه الصفات.
قوله تعالى : (وَمَأْواهُمْ جَهَنَّمُ).
الصواب : جعل مبتدأ الأخير لأن المأوى أعم ، وجهنم أخص فيفيد الحصر أي مأوى لهم إلا جهنم ، وإن كان العكس لم يفد الحصر.
قوله تعالى : (يَحْلِفُونَ بِاللهِ ما قالُوا وَلَقَدْ قالُوا كَلِمَةَ الْكُفْرِ).
حكى ابن عطية هنا مقالين ، قيل : إنها نزلت في الجلاس بن سويد. ابن عرفة ..... (١) ، وقيل : في عبد الله بن أبي ابن سلول ، فالحالف إما إنما هو رجل واحد فكيف ..... (٢) الضمير في الآية ، وأجاب ابن عرفة بوجهين : أنه ....... (٣) واتباعهم من المنافقين راجعون ...... (٤) وراضون بيمينه.
الثاني : سمعه اعتبارا بخلاف اليمين فيكون حلف إيمانا ، كما قال الفخر في (إِنْ تَتُوبا إِلَى اللهِ فَقَدْ صَغَتْ قُلُوبُكُما) [سورة التحريم : ٤] أنه جميعه لاختلاف حالات القلب ، وأسند عليه الآمدي في شرح الجزولية ، فقلت : ........ (٥) الفراقد كلها يمينا ، ويهوي النجم من غير شمالك ، ابن عرفة وكلمة الكفر عندي من باب الأعمال لاحتمال كونها بما قالوا ، أو لقوله (وَلَقَدْ قالُوا كَلِمَةَ الْكُفْرِ) وجعل الشك في الكفر كفر ؛ لأن الجلاس إنما قال : إن كان قول محمد حقا لنحن شر من حميرنا هذه.
قوله تعالى : (وَما نَقَمُوا).
__________________
(١) طمس في المخطوطة.
(٢) طمس في المخطوطة.
(٣) بياض في المخطوطة.
(٤) طمس في المخطوطة.
(٥) طمس في المخطوطة.