قوله تعالى : (أَمْ يَحْسُدُونَ النَّاسَ عَلى ما آتاهُمُ اللهُ مِنْ فَضْلِهِ).
ابن عرفة : هذا ترقي في الذم ؛ لأن الحسد أشد من البخل.
قوله تعالى : (فَقَدْ آتَيْنا آلَ إِبْراهِيمَ الْكِتابَ وَالْحِكْمَةَ وَآتَيْناهُمْ).
إشارة إلى أن هذا الذي حسدوهم لم يتفرد به المحسودون بل أعطينا مثله لغيرهم من الأمم السابقة ، فالحسد فيه أشد قبحا من حسد من اختص بشيء ، والحكمة إما الشريعة ، وإما فهم الكتاب ، والملك وإما إخلافه كما في الحديث ثم يقود ملكا.
قوله تعالى : (إِنَّ الَّذِينَ كَفَرُوا بِآياتِنا).
تعجيل عليهم بكفرهم مع وجود الآيات الواضحة.
قوله تعالى : (كُلَّما نَضِجَتْ جُلُودُهُمْ).
ابن عرفة : هذا تسلسل في الآثار وهو عند العلماء جائز باتفاق وبخلاف التسلسل في المتأثرات ، وإنما عذبوا بتبديل الجلود ، وفي الممكن إن كان تبقى جلودهم كذلك معذبة غير فانية تشبيها بحال الدنيا ؛ لأن الانصهار في الدنيا إذا خرجت له دخله فهو يتألم منها ابتداء ، ومهما نضجت يقل تألمه فإذا خرجت دخل آخر يزيد تألمه.
قال الزمخشري : فإن قلت : كيف عذبت الجلود الثانية التي بدلت بها الأولى وهي لم تعص ولم تخالف ، فأجيب : بأن المعذب الأرواح الكائنة في الجلود وغيرها ، الزمخشري : بأن العذاب للجملة الحساسة وهي التي عصت ، وأجيب أيضا بأن هذه الجلود مخلوقة من ذلك [...] الأول الذي تصح.
قال ابن عرفة : وهذا السؤال إنما يتأكد على مذهبه في أن ذلك أمر عقلي مع قاعدة التحسين والتقبيح العقليين ، وهي بقول إنه شرعي فرد السؤال عندنا شرعا ، وعنده عقلا وعبر بالذوق تشديدا عليهم وإشارة إلى أن هذا وإن عظم فسينالهم ما هو أعظم منه ، بحيث يكون هذا بالنسبة إليه كالذوق الذي هو مبادئ الأمر.
قوله تعالى : (إِنَّ اللهَ كانَ عَزِيزاً حَكِيماً).
ابن عرفة : في اقتران العزة بالحكمة دليل على منع الخلق من القدرة على إدراك معرفة الله تعالى في جميع الأشياء أنهم لا يستطيعون تأكيد ذلك بوجه.
قوله تعالى : (وَالَّذِينَ آمَنُوا وَعَمِلُوا الصَّالِحاتِ سَنُدْخِلُهُمْ جَنَّاتٍ تَجْرِي).