جزاؤه لا الجزاء من حيث هو مثل ما إذا سألت عن قيام زيد فأنت سائل عن زيد القائم بالتضمن وهذه فائدة دقيقة فنأملها نصب أن إما الله تعالى قوله : (فَقَدْ سَرَقَ أَخٌ لَهُ مِنْ قَبْلُ) ابن عرفة : لما أتوا بالغا صار جواب الشرط ماضيا لفظا ومعنى لتحقق عندهم وأنكروا (أَخٌ) ليأتون مع الضمير بلام الاختصاص على جهة التبرئ منه والبعد عنه أي (أَخٌ لَهُ) فقط لاعتقادهم أنه يشاركه في السرقة التي يتم براءة منها قوله (فَأَسَرَّها) إضمار على شريطة التفسير ، وفسره قوله (أَنْتُمْ شَرٌّ مَكاناً) الزمخشري : أسرها أبدل عام أظهرها واستبعده ابن عرفة لقوله : (وَلَمْ يُبْدِها لَهُمْ).
قوله تعالى : (خَلَصُوا نَجِيًّا).
أي نعت لقد رأي نومه (نَجِيًّا) أو يصدر فيتعارض فيه المجاز والإضمار ولابن عبيده شارح سيبويه أنه جمع نجيه فهو جمع الجمع.
قوله تعالى : (أَلَمْ تَعْلَمُوا أَنَّ أَباكُمْ).
أضاف الأب إليهم دونه لا يساعد من الرجوع إليه أو لأنهم لم يحزنوا لحزنه.
قوله تعالى : (فَلَنْ أَبْرَحَ الْأَرْضَ).
أي فلن أفارق الأرض مفعول له ولأمر لأن الفعل لا يتعدى إلى ظرف المكان المختص إلا بواسطة في قوله : (حَتَّى يَأْذَنَ لِي أَبِي أَوْ يَحْكُمَ اللهُ) فأن ظاهره أنه جعل قسم الشيء قسما له لأن أذن الأب إنما هو بحكم الله ، وأجيب : بأن المراد أو حكم الله لي بغير ذلك.
قوله تعالى : (وَسْئَلِ الْقَرْيَةَ الَّتِي كُنَّا فِيها).
سؤال القرية إما حقيقة فيكون خرقا للعادة لأنه شيء وروده ، ابن عرفة : بأن الأمور الخفية لا تحتاج فيها لسؤال ما لا يعقل لإطلاعه على الغيوب بالوحي ، وإما أن يراد وسئل أهل القرية بنكرة سيبويه ، أو له كناية ، وقبل القرية اسم للجماعة ، ابن عرفة : فإن قلت : لم قدم سؤال الغير والمناسب العكس لأن الغير أقرب إليه وأهون وإنما يبدوا في الأمور لحين فالجواب : أن هذا أبعد عن التهمة إشارة إلى نعم السؤال فإنه إذا ابتدأ بالآباء قد يكون تنبيها منهم بأول مهلة على عدم الافتقار على من قدم معهم بخلاف ما لو بدءوا بالقادمين معهم فإنه قد يتوهم أنهم أرادوا الاقتصار على سؤالهم فقط.
قوله تعالى : (فَصَبْرٌ جَمِيلٌ).