قال ابن عطية : (تَوَفَّاهُمُ) يحتمل أن يكون ماضيا أو مستقبلا على معنى يتوفاهم بدليل قراءة يتوفاهم بالضم.
ابن عرفة : إن قلنا : إن يتوفاهم مستقبل فهو أخص ، وإن كان يتوفاهم ماضيا يمتنع أن يكون ظالمي حالا ؛ لأن إضافته محضة.
قوله تعالى : (مَأْواهُمْ جَهَنَّمُ).
ابن عرفة : إن قلنا : قسم الكفار منهم فنقول : مأواكم وجهنم خبره ليفيد الحصر ، وإن قلنا : قسم العصاة فيكون (جَهَنَّمُ) مبتدأ ، و (مَأْواهُمْ) خبره ، وأورد الزمخشري سؤالا في الولدان كيف احتج إلى إخراجهم مع أنهم غير مخاطبين ، ثم أجاب بأن المراد المراهقون منهم.
قيل لابن عرفة : هذا السؤال إنما يراد على مذهبه ؛ لأنه يقول : إن تكليفهم ممتنع عقلا لفقدان العقل منهم والتمييز ، ونحن نقول : إنما يمتنع شرعا فنقول : هم مكلفون وإنما علمنا تكليفهم بهذه الآية وأنظارها ولو لا هي لقلنا أنهم مكلفون ، فقال ابن عرفة : أو يقول هذا التكليف من خطاب الوضع والأخبار فلآبائهم المكلفون بأن يهاجروا بأولادهم ، فنقول : من هو مستضعف من الرجال أعظم ممن هاجر منهم وترك ولده إلا أن يكون ولدا مريضا فيكون من المستضعفين ، فلا يكون على ولده كبير عيب ، ولا ملالة في عدم هجرته ولذلك كره فلذلك التزويج بدار الحرب ، قيل : يترك ولده هنالك.
قوله تعالى : (لا يَسْتَطِيعُونَ حِيلَةً).
قال ابن عرفة : الحيلة عندي معنوية السبيل حسي لأن الحيلة نكرة وتدبر نفس ، والسبيل يرجع إلى الهروب والفرار بالفعل.
قوله تعالى : (وَمَنْ يُهاجِرْ فِي سَبِيلِ اللهِ يَجِدْ فِي الْأَرْضِ مُراغَماً كَثِيراً).
مأخوذ من الرغام ، وهو ورود الشيء خبرا من غير قصد ولا اختيار يستلزم ذلة وحقارة معناه ، يجد في الأرض موضعا للجهاد وإذلال العدو.
قوله تعالى : (ثُمَّ يُدْرِكْهُ الْمَوْتُ).
فيه مطابقة ؛ لأن لفظ يدركه يقتضي مجيء الموت فجاء مطابق.
قوله تعالى : (فَقَدْ وَقَعَ أَجْرُهُ عَلَى اللهِ).
لأنه أخر وقع من غير قصد ولا علم به بل أتى من غير شعور.