الزمخشري : في قوله تعالى : (قالَ رَبِّ إِنِّي وَهَنَ الْعَظْمُ مِنِّي) [سورة مريم : ٤] أنه أعم من العظام.
قال الزمخشري : فإن قلت : لم قال في الأول نزل ، وفي الثاني أنزل؟ وأجاب بأن القرآن نزل منجما في عشرين سنة ، وغيره من الكتب نزل دفعة واحدة.
ابن عرفة : وعادتهم يردون عليه بقوله تعالى : (لَوْ لا نُزِّلَ عَلَيْهِ الْقُرْآنُ جُمْلَةً واحِدَةً)(١) [سورة الفرقان : ٣٢] ، وأجيب : بأن نزل ظاهر في النزول معرفا وهو الغالب عليه ، وقد يختلف فيطلق أحيانا على إنزال في مرة واحدة لكن ذلك قليل ، ولا يقر في معناه الأصلي وإطلاقه عليه.
قوله تعالى : (إِنَّ الَّذِينَ آمَنُوا ثُمَّ كَفَرُوا).
ابن عطية : قال قتادة ، وأبو العالية في اليهود والنصارى : (آمَنُوا) اليهود بموسى والتوراة ، ثم آمنوا النصارى بعيسى والإنجيل ، (ثُمَّ كَفَرُوا) من النصارى بعيسى والإنجيل ثم كفروا ، وضعفه ابن عطية ، ووجه ابن عرفة بأحد وجهين :
إما بأن ابن عطية محمله على أشخاص اليهود والنصارى ، ونحن نحمله على مجموع الفريقين باعتبار الكل لا الكلية ، والمجموع من حيث هو ، وأن بعضهم آمن ثم كفر ببعض الآخر وهم النصارى آمنوا ثم كفروا ، وإما أن يجري على مقتضى حديث" كل مولود يولد على الفطرة فأبواه يهودانه أو ينصرانه أو يمجسانه (٢) " فهم ولدوا مؤمنين ثم كفروا.
قوله تعالى : (ثُمَّ ازْدادُوا كُفْراً).
الكفر يزيد وينقص باعتبار متعلقه وطرقه ، ولذلك قال تعالى (وَجَعَلَ الظُّلُماتِ وَالنُّورَ) [سورة الأنعام : ١] فأجمع الظلمات وأفرد النور.
قوله تعالى : (وَقَدْ نَزَّلَ عَلَيْكُمْ فِي الْكِتابِ).
__________________
(١) أثبتها في المخطوط بقوله : وقالوا لو لا نزل عليه القرآن جملة واحدة.
(٢) أخرجه البخاري في صحيحه حديث رقم : ١٣٠٣ ، وابن حبان في صحيحه حديث رقم : ١٢٩ ، ومالك بن أنس في موطأ مالك رواية يحيى الليثي حديث رقم : ٥٦٦ ، ومالك بن أنس في موطأ مالك برواية مصعب الزهري حديث رقم : ٥٧٨ ، وأحمد بن حنبل في مسنده حديث رقم : ٧٠٠٩ ، وأبو داود الطيالسي في مسنده حديث رقم : ٢٤٧٠ ، والحميدي في مسنده حديث رقم : ١٠٦٣.