قيل لابن عرفة : يلزم التكرار فقال : لفظ المجيء يحتمل أن يكون خاص فوق أو عن يمين أو عن شمال أو من أمام ، فأفاد قوله (أَنْزَلْنا) كون محبة من فوق ، قال : ويحتمل عندي أن يكون على حذف مضاف ، أي : قد جاءكم ذو برهان [٢٦ / ١٣١] من ربكم وهو النبي صلّى الله عليه وعلى آله وسلم بالنور المبين القرآن ، فلا يكون تكرارا بوجه ، قال : وقوله (نُوراً مُبِيناً) إشارة إلى أن منفعة القرآن متعدية لغيره وليست قاصرة عليه فهو نور في نفسه مبين لغيره ، قال : وفي الآية اللف والنشر والالتفات بالانتقال من الغيبة إلى التكلم لقوله (وَأَنْزَلْنا) بعد أن قال (مِنْ رَبِّكُمْ).
قوله تعالى : (وَاعْتَصَمُوا بِهِ) الظاهر عود الضمير على القرآن لقوله في حديث جابر في حجة الوداع" وقد تركت فيكم ما لا تضلوا بعده إن اعتصمتم كتاب الله عزوجل".
قوله تعالى : (فَسَيُدْخِلُهُمْ فِي رَحْمَةٍ مِنْهُ وَفَضْلٍ).
قال ابن عرفة : الرحمة الجزاء على فعل الطاعة ، والفضل والزيادة على ذلك ، وقيل : الرحمة الإنقاذ من الشدائد والفضل والإنعام في غير شدة ، وقيل : الرحمة : الثواب الدنيوي ، والفضل : الثواب الأخروي ، وقيل : غير هذا ، والأولان هما الظاهران.
قوله تعالى : (يَسْتَفْتُونَكَ).
قال ابن عرفة : الاستفتاء هو السؤال عما أنت جاهل به.
قوله تعالى : (قُلِ اللهُ يُفْتِيكُمْ فِي الْكَلالَةِ).
فيحتمل الماضي والحال.
قوله تعالى : (إِنِ امْرُؤٌ هَلَكَ).
قال ابن عرفة : (امْرُؤٌ) فاعل بفعل مقدر دل عليه هلك ، قالوا : أو يكون (هَلَكَ) صفة لامرؤ وهو دال على الفعل المقدر ، فرد بأنه ما يفسر إلا ما يصح به العمل ، وإذا جعلت صفة لأمرؤ ما يصح له العمل فيه ، وأجيب : بأن المفسر السابق كما قالوا في المضمر أنه يفسره السابق دلالة الحال ، ورد بأنه إذا كان المضمر هلك فلا فائدة في ذكر (هَلَكَ) الذي هو صفة ، وأجيب بأن النعت عندهم يكون تأكيدا حجة واحدة وعشرة كاملة ، و (إِلهَيْنِ اثْنَيْنِ إِنَّما هُوَ إِلهٌ واحِدٌ) [سورة النحل : ٥١] ، قال