الْخَوْفِ أَذاعُوا بِهِ وَلَوْ رَدُّوهُ إِلَى الرَّسُولِ وَإِلى أُولِي الْأَمْرِ مِنْهُمْ لَعَلِمَهُ الَّذِينَ يَسْتَنْبِطُونَهُ مِنْهُمْ وَلَوْ لا فَضْلُ اللهِ عَلَيْكُمْ وَرَحْمَتُهُ لاتَّبَعْتُمُ الشَّيْطانَ إِلاَّ قَلِيلاً (٨٣) فَقاتِلْ فِي سَبِيلِ اللهِ لا تُكَلَّفُ إِلاَّ نَفْسَكَ وَحَرِّضِ الْمُؤْمِنِينَ عَسَى اللهُ أَنْ يَكُفَّ بَأْسَ الَّذِينَ كَفَرُوا وَاللهُ أَشَدُّ بَأْساً وَأَشَدُّ تَنْكِيلاً (٨٤) مَنْ يَشْفَعْ شَفاعَةً حَسَنَةً يَكُنْ لَهُ نَصِيبٌ مِنْها وَمَنْ يَشْفَعْ شَفاعَةً سَيِّئَةً يَكُنْ لَهُ كِفْلٌ مِنْها وَكانَ اللهُ عَلى كُلِّ شَيْءٍ مُقِيتاً (٨٥) وَإِذا حُيِّيتُمْ بِتَحِيَّةٍ فَحَيُّوا بِأَحْسَنَ مِنْها أَوْ رُدُّوها إِنَّ اللهَ كانَ عَلى كُلِّ شَيْءٍ حَسِيباً (٨٦) اللهُ لا إِلهَ إِلاَّ هُوَ لَيَجْمَعَنَّكُمْ إِلى يَوْمِ الْقِيامَةِ لا رَيْبَ فِيهِ وَمَنْ أَصْدَقُ مِنَ اللهِ حَدِيثاً (٨٧) فَما لَكُمْ فِي الْمُنافِقِينَ فِئَتَيْنِ وَاللهُ أَرْكَسَهُمْ بِما كَسَبُوا أَتُرِيدُونَ أَنْ تَهْدُوا مَنْ أَضَلَّ اللهُ وَمَنْ يُضْلِلِ اللهُ فَلَنْ تَجِدَ لَهُ سَبِيلاً (٨٨) وَدُّوا لَوْ تَكْفُرُونَ كَما كَفَرُوا فَتَكُونُونَ سَواءً فَلا تَتَّخِذُوا مِنْهُمْ أَوْلِياءَ حَتَّى يُهاجِرُوا فِي سَبِيلِ اللهِ فَإِنْ تَوَلَّوْا فَخُذُوهُمْ وَاقْتُلُوهُمْ حَيْثُ وَجَدْتُمُوهُمْ وَلا تَتَّخِذُوا مِنْهُمْ وَلِيًّا وَلا نَصِيراً (٨٩) إِلاَّ الَّذِينَ يَصِلُونَ إِلى قَوْمٍ بَيْنَكُمْ وَبَيْنَهُمْ مِيثاقٌ أَوْ جاؤُكُمْ حَصِرَتْ صُدُورُهُمْ أَنْ يُقاتِلُوكُمْ أَوْ يُقاتِلُوا قَوْمَهُمْ وَلَوْ شاءَ اللهُ لَسَلَّطَهُمْ عَلَيْكُمْ فَلَقاتَلُوكُمْ فَإِنِ اعْتَزَلُوكُمْ فَلَمْ يُقاتِلُوكُمْ وَأَلْقَوْا إِلَيْكُمُ السَّلَمَ فَما جَعَلَ اللهُ لَكُمْ عَلَيْهِمْ سَبِيلاً (٩٠))
(وَيَقُولُونَ) يعنى المنافقين عبد الله بن أبى وأصحابه (طاعَةٌ) أى أمرك طاعة يا محمد مر بما شئت نفعله (فَإِذا بَرَزُوا) خرجوا (مِنْ عِنْدِكَ بَيَّتَ) غيرت (طائِفَةٌ) فريق (مِنْهُمْ) من المنافقين (غَيْرَ الَّذِي تَقُولُ) تأمر (وَاللهُ يَكْتُبُ) يحفظ عليهم (ما يُبَيِّتُونَ) ما يغيرون من أمرك (فَأَعْرِضْ عَنْهُمْ) ولا تعاقبهم (وَتَوَكَّلْ عَلَى اللهِ) ثق بالله فيما يصلحون (وَكَفى بِاللهِ وَكِيلاً (٨١)) كفيلا بالنصرة والدولة لك عليهم (أَفَلا يَتَدَبَّرُونَ الْقُرْآنَ) أفلا يتفكرون فى القرآن أنه يشبه بعضه بعضا ويصدق بعضه بعضا ، وفيه ما أمرهم النبى (صلىاللهعليهوسلم) (وَلَوْ كانَ مِنْ عِنْدِ غَيْرِ اللهِ) ولو كان هذا القرآن من أحد غير الله (لَوَجَدُوا فِيهِ اخْتِلافاً كَثِيراً (٨٢)) تناقضا كثيرا لا يشبه بعضه بعضا.
ثم ذكر خيانة المنافقين ، فقال : (وَإِذا جاءَهُمْ أَمْرٌ مِنَ الْأَمْنِ) خبر من أمر العسكر ، أو الفتح والغنيمة أصروا عليه وكتموه عليه حسدا منهم (أَوِ الْخَوْفِ) وإن جاءهم خبر خوف من العسكر ، أو القتل ، أو الهزيمة (أَذاعُوا بِهِ) أفشوه (إِلَّا قَلِيلاً (٨٣)) مقدم ومؤخر (وَلَوْ رَدُّوهُ) لو تركوا خبر العسكر (إِلَى الرَّسُولِ) حتى يخبرهم الرسول (وَإِلى أُولِي الْأَمْرِ مِنْهُمْ) إلى ذوى العقل واللب منهم من