المؤمنين ، يعنى أبا بكر وأصحابه (لَعَلِمَهُ) يعنى الخبر (الَّذِينَ يَسْتَنْبِطُونَهُ) يبتغونه أى يطلبون الخبر (مِنْهُمْ) من أبى بكر وأصحابه (وَلَوْ لا فَضْلُ اللهِ) من الله (عَلَيْكُمْ وَرَحْمَتُهُ) بالتوفيق والعصمة (لَاتَّبَعْتُمُ الشَّيْطانَ) كلكم.
ثم أمر نبيه بالجهاد فى سبيل الله إلى بدر الصغرى ، فقال : (فَقاتِلْ فِي سَبِيلِ اللهِ) فى طاعة الله (لا تُكَلَّفُ) لا تؤمر بذلك (إِلَّا نَفْسَكَ وَحَرِّضِ) حضض (الْمُؤْمِنِينَ) على الخروج (عَسَى اللهُ) وعسى من الله واجب (أَنْ يَكُفَ) يمنع (بَأْسَ) قتال (الَّذِينَ كَفَرُوا) كفار مكة (وَاللهُ أَشَدُّ بَأْساً) عذابا (وَأَشَدُّ تَنْكِيلاً (٨٤)) عقوبة ، ثم ذكر ثواب من آمن ، وعقوبة من كفر ، يعنى أبا بكر ، وأبا جهل ، فقال : (مَنْ يَشْفَعْ شَفاعَةً حَسَنَةً) يوحد أو يصلح بين اثنين (يَكُنْ لَهُ نَصِيبٌ مِنْها) أجر من الحسنة (وَمَنْ يَشْفَعْ شَفاعَةً سَيِّئَةً) بشرك أو نميمة (يَكُنْ لَهُ كِفْلٌ مِنْها) وزر منها من السيئة (وَكانَ اللهُ عَلى كُلِّ شَيْءٍ) من الحسنة والسيّئة (مُقِيتاً (٨٥)) مقتدرا مجازيا ، ويقال : على فوق كل شىء مقتدرا (١) (وَإِذا حُيِّيتُمْ بِتَحِيَّةٍ) إذا سلم عليكم بسلام (فَحَيُّوا بِأَحْسَنَ مِنْها) فردوها بأفضل منها فى الزيادة على أهل دينكم وملتكم (أَوْ رُدُّوها) مثل ما سلم عليكم على غير أهل دينكم (إِنَّ اللهَ كانَ عَلى كُلِّ شَيْءٍ) من السّلام والرد (حَسِيباً (٨٦)) مجازيا وشهيدا ، نزلت فى قوم بخلوا بالسلام.
ثم وحد نفسه ، فقال : (اللهُ لا إِلهَ إِلَّا هُوَ لَيَجْمَعَنَّكُمْ) والله ليجمعنكم (إِلى يَوْمِ الْقِيامَةِ) ليوم القيامة فى البعث (لا رَيْبَ فِيهِ) لا شك فيه (وَمَنْ أَصْدَقُ مِنَ اللهِ حَدِيثاً (٨٧)) قولا ، ثم نزلت فى عشرة نفر من المنافقين الذين ارتدوا عن الإسلام ورجعوا من المدينة إلى مكة (٢) ، فقال : (فَما لَكُمْ) يا معشر المؤمنين صرتم (فِي الْمُنافِقِينَ) الذين ارتدوا عن الإسلام (فِئَتَيْنِ) فرقتين فرقة تحل أموالهم ودماءهم ، وفرقة تحرم (وَاللهُ أَرْكَسَهُمْ) ردهم إلى الشرك (بِما كَسَبُوا) بنفاقهم وخبث نياتهم (أَتُرِيدُونَ أَنْ تَهْدُوا) أن ترشدوا إلى دين الله (مَنْ أَضَلَّ اللهُ) عن دينه (وَمَنْ يُضْلِلِ اللهُ) عن دينه (فَلَنْ تَجِدَ لَهُ سَبِيلاً (٨٨)) دينا وحجة (وَدُّوا) تمنوا (لَوْ
__________________
(١) انظر : تفسير الطبرى (٥ / ١١٧) ، وزاد المسير (٢ / ١٥٣) ، والنكت للماوردى (١ / ٤١٠) ، وتفسير القرطبى (٥ / ١٩٥).
(٢) انظر : تفسير الطبرى (٥ / ١٢١) ، وزاد المسير (١ / ١٥٤) ، وتفسير القرطبى (٥ / ٣٠٦) ، والبخارى (٨ / ٣٥٩) ، (٩ / ٣٢٥) ، ومسلم (١٧ / ١٢٣) ، والطبرانى فى الكبير (٥ / ١٢٩).