يَكُونَ لِلنَّاسِ عَلَى اللهِ حُجَّةٌ) يوم القيامة (بَعْدَ الرُّسُلِ) بعد إرسال الرسل إليهم لكى لا يقولوا لم ترسل إلينا الرسل (وَكانَ اللهُ عَزِيزاً) بالنقمة لمن لا يجيب رسله (حَكِيماً (١٦٥)) حكم عليهم بإجابة الرسل.
ثم نزل فى أهل مكة لقولهم سألنا أهل الكتاب عنك فلم يشهد أحد منهم أنك نبى مرسل (لكِنِ اللهُ يَشْهَدُ) وإن لم يشهد غيره (بِما أَنْزَلَ إِلَيْكَ) يعنى جبريل بالقرآن (أَنْزَلَهُ بِعِلْمِهِ) بأمره (وَالْمَلائِكَةُ يَشْهَدُونَ) على ذلك (وَكَفى بِاللهِ شَهِيداً (١٦٦)) وإن لم يشهد غيره (إِنَّ الَّذِينَ كَفَرُوا) بمحمد والقرآن (وَصَدُّوا) الناس (عَنْ سَبِيلِ اللهِ) عن دين الله وطاعته (قَدْ ضَلُّوا ضَلالاً بَعِيداً (١٦٧)) عن الهدى (إِنَّ الَّذِينَ كَفَرُوا) بمحمد والقرآن (وَظَلَمُوا) هم الذين أشركوا بالله (لَمْ يَكُنِ اللهُ لِيَغْفِرَ لَهُمْ) ما أقاموا على ذلك (وَلا لِيَهْدِيَهُمْ طَرِيقاً (١٦٨)) طريق الهدى (إِلَّا طَرِيقَ جَهَنَّمَ خالِدِينَ فِيها) مقيمين فى جهنم لا يموتون ولا يخرجون منها (أَبَداً وَكانَ ذلِكَ) الخلود والعذاب (عَلَى اللهِ يَسِيراً (١٦٩)) هينا.
(يا أَيُّهَا النَّاسُ قَدْ جاءَكُمُ الرَّسُولُ بِالْحَقِّ مِنْ رَبِّكُمْ فَآمِنُوا خَيْراً لَكُمْ وَإِنْ تَكْفُرُوا فَإِنَّ لِلَّهِ ما فِي السَّماواتِ وَالْأَرْضِ وَكانَ اللهُ عَلِيماً حَكِيماً (١٧٠) يا أَهْلَ الْكِتابِ لا تَغْلُوا فِي دِينِكُمْ وَلا تَقُولُوا عَلَى اللهِ إِلاَّ الْحَقَّ إِنَّمَا الْمَسِيحُ عِيسَى ابْنُ مَرْيَمَ رَسُولُ اللهِ وَكَلِمَتُهُ أَلْقاها إِلى مَرْيَمَ وَرُوحٌ مِنْهُ فَآمِنُوا بِاللهِ وَرُسُلِهِ وَلا تَقُولُوا ثَلاثَةٌ انْتَهُوا خَيْراً لَكُمْ إِنَّمَا اللهُ إِلهٌ واحِدٌ سُبْحانَهُ أَنْ يَكُونَ لَهُ وَلَدٌ لَهُ ما فِي السَّماواتِ وَما فِي الْأَرْضِ وَكَفى بِاللهِ وَكِيلاً (١٧١) لَنْ يَسْتَنْكِفَ الْمَسِيحُ أَنْ يَكُونَ عَبْداً لِلَّهِ وَلا الْمَلائِكَةُ الْمُقَرَّبُونَ وَمَنْ يَسْتَنْكِفْ عَنْ عِبادَتِهِ وَيَسْتَكْبِرْ فَسَيَحْشُرُهُمْ إِلَيْهِ جَمِيعاً (١٧٢) فَأَمَّا الَّذِينَ آمَنُوا وَعَمِلُوا الصَّالِحاتِ فَيُوَفِّيهِمْ أُجُورَهُمْ وَيَزِيدُهُمْ مِنْ فَضْلِهِ وَأَمَّا الَّذِينَ اسْتَنْكَفُوا وَاسْتَكْبَرُوا فَيُعَذِّبُهُمْ عَذاباً أَلِيماً وَلا يَجِدُونَ لَهُمْ مِنْ دُونِ اللهِ وَلِيًّا وَلا نَصِيراً (١٧٣) يا أَيُّهَا النَّاسُ قَدْ جاءَكُمْ بُرْهانٌ مِنْ رَبِّكُمْ وَأَنْزَلْنا إِلَيْكُمْ نُوراً مُبِيناً (١٧٤) فَأَمَّا الَّذِينَ آمَنُوا بِاللهِ وَاعْتَصَمُوا بِهِ فَسَيُدْخِلُهُمْ فِي رَحْمَةٍ مِنْهُ وَفَضْلٍ وَيَهْدِيهِمْ إِلَيْهِ صِراطاً مُسْتَقِيماً (١٧٥) يَسْتَفْتُونَكَ قُلِ اللهُ يُفْتِيكُمْ فِي الْكَلالَةِ إِنِ امْرُؤٌ هَلَكَ لَيْسَ لَهُ وَلَدٌ وَلَهُ أُخْتٌ فَلَها نِصْفُ ما تَرَكَ وَهُوَ يَرِثُها إِنْ لَمْ يَكُنْ لَها وَلَدٌ فَإِنْ كانَتَا اثْنَتَيْنِ فَلَهُمَا الثُّلُثانِ مِمَّا تَرَكَ وَإِنْ كانُوا إِخْوَةً رِجالاً وَنِساءً فَلِلذَّكَرِ مِثْلُ حَظِّ الْأُنْثَيَيْنِ يُبَيِّنُ اللهُ لَكُمْ أَنْ تَضِلُّوا وَاللهُ بِكُلِّ شَيْءٍ عَلِيمٌ (١٧٦))