يأكلن (مِمَّا عَلَّمَكُمُ اللهُ) كما أدبكم الله (فَكُلُوا مِمَّا أَمْسَكْنَ عَلَيْكُمْ) لكم أى الكلاب المعلمة (وَاذْكُرُوا اسْمَ اللهِ عَلَيْهِ) على ذبح الصيد ، ويقال : على إرسال الكلب عليه (وَاتَّقُوا اللهَ) اخشوا الله فى أكل الميتة (إِنَّ اللهَ سَرِيعُ الْحِسابِ (٤)) شديد العقاب ، ويقال : معناه إذا حاسب فحسابه سريع (الْيَوْمَ) يوم الحج (أُحِلَّ لَكُمُ الطَّيِّباتُ) المذبوحات من الحلال (وَطَعامُ الَّذِينَ) ذبائح الذين (أُوتُوا الْكِتابَ) أعطوا الكتاب (حِلٌّ لَكُمْ) ما كان حلال لكم حلالا لهم (وَطَعامُكُمْ) ذبائحكم (حِلٌّ لَهُمْ) حلال لهم تأكل اليهود ، وتأكل النصارى ذبيحة المسلمين (وَالْمُحْصَناتُ) تزويج الحرائر العفائف (مِنَ الْمُؤْمِناتِ) حلالا لكم (وَالْمُحْصَناتُ مِنَ الَّذِينَ أُوتُوا الْكِتابَ مِنْ قَبْلِكُمْ) أى تزويج الحرائر العفائف من أهل الكتاب حلال لكم (إِذا آتَيْتُمُوهُنَ) بينتم لهن (أُجُورَهُنَ) مهورهن فوق مهر البغى (مُحْصِنِينَ) كونوا معهن متزوجين (غَيْرَ مُسافِحِينَ) غير معلنين بالزنا (وَلا مُتَّخِذِي أَخْدانٍ) أى ولا يكون لها خليل يزنى بها فى السر.
ثم نزلت فى نساء أهل الكتاب افتخرن على نساء المؤمنين ، فقال : (وَمَنْ يَكْفُرْ بِالْإِيمانِ) بالتوحيد (فَقَدْ حَبِطَ عَمَلُهُ) فى الدنيا (وَهُوَ فِي الْآخِرَةِ مِنَ الْخاسِرِينَ (٥)) من المغبونين بذهاب الجنة ودخول النار (يا أَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُوا إِذا قُمْتُمْ إِلَى الصَّلاةِ) وأنتم على غير وضوء فعلمكم كيف تصنعون ، فقال (فَاغْسِلُوا وُجُوهَكُمْ وَأَيْدِيَكُمْ إِلَى الْمَرافِقِ وَامْسَحُوا بِرُؤُسِكُمْ) كيف شئتم (وَأَرْجُلَكُمْ) فوق الخفين (إِلَى الْكَعْبَيْنِ) وإن قرأت بنصب اللام يرجع ، إلى الغسل (١)(وَإِنْ كُنْتُمْ جُنُباً فَاطَّهَّرُوا) بالماء ، أى فاغسلوا بالماء (وَإِنْ كُنْتُمْ مَرْضى) من الجدرى ، أو الجراحة ، نزلت فى عبد الرحمن بن عوف (أَوْ عَلى سَفَرٍ أَوْ جاءَ أَحَدٌ مِنْكُمْ مِنَ الْغائِطِ) أو تغوطتم أو بلتم (أَوْ لامَسْتُمُ) جامعتم (النِّساءَ فَلَمْ تَجِدُوا ماءً) فلم تقدروا على الماء (فَتَيَمَّمُوا صَعِيداً طَيِّباً) فتعمدوا إلى تراب نظيف (فَامْسَحُوا بِوُجُوهِكُمْ) بالضربة الأولى (وَأَيْدِيَكُمْ) بالضربة الثانية (مِنْهُ) من التراب (ما يُرِيدُ اللهُ لِيَجْعَلَ عَلَيْكُمْ مِنْ حَرَجٍ) من ضيق (وَلكِنْ يُرِيدُ لِيُطَهِّرَكُمْ) بالتيمم من الأحداث والجنابة (وَلِيُتِمَ) ولكى يتم (نِعْمَتَهُ عَلَيْكُمْ) بالتيمم (لَعَلَّكُمْ تَشْكُرُونَ (٦)) لكى تشكروا نعمته ورخصته.
__________________
(١) انظر : معانى القراءات للأزهرى (ص ١٣٩) بتحقيقنا ط دار الكتب العلمية ـ بيروت.