يَعْدِلُونَ (١٨١)) وبالحق يعملون وهم أمة محمد (صلىاللهعليهوسلم) (وَالَّذِينَ كَذَّبُوا بِآياتِنا) بمحمد (صلىاللهعليهوسلم) والقرآن ، وهو أبو جهل وأصحابه المستهزءون بنزول العذاب (سَنَسْتَدْرِجُهُمْ) سنأخذهم بالعذاب (مِنْ حَيْثُ لا يَعْلَمُونَ (١٨٢)) لا يشعرون بنزول العذاب فأهلكهم الله فى يوم واحد بهلاك غير هلاك صاحبه (وَأُمْلِي لَهُمْ) أمهلهم (إِنَّ كَيْدِي مَتِينٌ (١٨٣)) عذابى وأخذى شديد (أَوَلَمْ يَتَفَكَّرُوا) فيما بينهم أن محمد (صلىاللهعليهوسلم) لم يكن ساحرا ولا كاهنا ولا مجنونا ، ثم قال الله تعالى : (ما بِصاحِبِهِمْ) ما بنبيهم (مِنْ جِنَّةٍ) ما مسه من جنون (إِنْ هُوَ) ما هو (إِلَّا نَذِيرٌ) ورسول مخوف (مُبِينٌ (١٨٤)) يبين لهم بلغة يعلمونها (أَوَلَمْ يَنْظُرُوا) يعنى أهل مكة (فِي مَلَكُوتِ السَّماواتِ) من الشمس والقمر والنجوم والسحاب (وَالْأَرْضِ) وفى ملكوت الأرض وما فى الأرض من الشجر والجبال والبحار والدواب (وَما خَلَقَ اللهُ مِنْ شَيْءٍ) وفيما خلق الله من سائر الأشياء (وَأَنْ عَسى) وعسى من الله واجب (أَنْ يَكُونَ قَدِ اقْتَرَبَ أَجَلُهُمْ) دنا هلاكهم (فَبِأَيِّ حَدِيثٍ بَعْدَهُ) فبأي كتاب بعد كتاب الله (يُؤْمِنُونَ (١٨٥)) إن لم يؤمنوا بهذا الكتاب (مَنْ يُضْلِلِ اللهُ) عن دينه (فَلا هادِيَ لَهُ) فلا مرشد له إلى دينه (وَيَذَرُهُمْ) يتركهم (فِي طُغْيانِهِمْ) فى كفرهم وضلالهم (يَعْمَهُونَ (١٨٦)) يمضون عمهة لا يبصرون.
(يَسْئَلُونَكَ) يا محمد أهل مكة (عَنِ السَّاعَةِ) عن قيام الساعة وحينها (أَيَّانَ مُرْساها) متى قيامها وحينها (قُلْ إِنَّما عِلْمُها) علم قيامها وحينها (عِنْدَ رَبِّي) من ربى (لا يُجَلِّيها لِوَقْتِها) لا يبين وقتها وحينها (إِلَّا هُوَ ثَقُلَتْ فِي السَّماواتِ وَالْأَرْضِ) ثقل علم قيامها وحينها على أهل السموات والأرض (لا تَأْتِيكُمْ إِلَّا بَغْتَةً) فجأة (يَسْئَلُونَكَ) يا محمد عن قيام الساعة (كَأَنَّكَ حَفِيٌّ عَنْها) عالم بها ، ويقال : جاهل بها ، ويقال : غافل عنها (قُلْ) يا محمد (إِنَّما عِلْمُها) علم قيامها وحينها (عِنْدَ اللهِ) من الله (وَلكِنَّ أَكْثَرَ النَّاسِ) أهل مكة (لا يَعْلَمُونَ (١٨٧)) ولا يصدقون ذلك (قُلْ) يا محمد لأهل مكة (لا أَمْلِكُ لِنَفْسِي نَفْعاً) جر النفع (وَلا ضَرًّا) دفع الضر (إِلَّا ما شاءَ اللهُ) أن يفعل بى من الضر والنفع (وَلَوْ كُنْتُ أَعْلَمُ الْغَيْبَ) النفع والضر (لَاسْتَكْثَرْتُ مِنَ الْخَيْرِ) من النفع (وَما مَسَّنِيَ السُّوءُ) الضر ، ويقال : ولو كنت أعلم متى ينزل العذاب عليكم (لَاسْتَكْثَرْتُ مِنَ الْخَيْرِ) سترا لذلك (وَما مَسَّنِيَ السُّوءُ) ما أصابنى الغم والحزن ، ويقال : ولو كنت أعلم الغيب متى أموت