(لَاسْتَكْثَرْتُ مِنَ الْخَيْرِ) من العمل الصالح (وَما مَسَّنِيَ السُّوءُ) ما أصابنى الشدة (١)(إِنْ أَنَا) ما أنا (إِلَّا نَذِيرٌ) من النار (وَبَشِيرٌ) بالجنة (لِقَوْمٍ يُؤْمِنُونَ (١٨٨)) بالجنة والنار (هُوَ الَّذِي خَلَقَكُمْ مِنْ نَفْسٍ واحِدَةٍ) من نفس آدم وحدها (وَجَعَلَ مِنْها زَوْجَها) خلق من نفس آدم زوجته حواء (لِيَسْكُنَ إِلَيْها) معها (فَلَمَّا تَغَشَّاها) أتاها (حَمَلَتْ حَمْلاً خَفِيفاً) هينا (فَمَرَّتْ بِهِ) قامت وقعدت تألما (فَلَمَّا أَثْقَلَتْ) ثقل الولد فى بطنها بوسوسة إبليس أنه بهيمة من البهائم (دَعَوَا اللهَ رَبَّهُما لَئِنْ آتَيْتَنا صالِحاً) آدميا صحيحا وسويا (لَنَكُونَنَ) لنصيرن (مِنَ الشَّاكِرِينَ (١٨٩)) لذلك (فَلَمَّا آتاهُما صالِحاً) آدميا صحيحا سويا (جَعَلا لَهُ شُرَكاءَ) جعلا له إبليس شريكا (فِيما آتاهُما) فى تسمية ما أتاهما من الولد سمياه عبد الله ، وعبد الحارث (فَتَعالَى اللهُ) تبرأ الله (عَمَّا يُشْرِكُونَ (١٩٠)) به من الأصنام.
(أَيُشْرِكُونَ ما لا يَخْلُقُ شَيْئاً وَهُمْ يُخْلَقُونَ (١٩١) وَلا يَسْتَطِيعُونَ لَهُمْ نَصْراً وَلا أَنْفُسَهُمْ يَنْصُرُونَ (١٩٢) وَإِنْ تَدْعُوهُمْ إِلَى الْهُدى لا يَتَّبِعُوكُمْ سَواءٌ عَلَيْكُمْ أَدَعَوْتُمُوهُمْ أَمْ أَنْتُمْ صامِتُونَ (١٩٣) إِنَّ الَّذِينَ تَدْعُونَ مِنْ دُونِ اللهِ عِبادٌ أَمْثالُكُمْ فَادْعُوهُمْ فَلْيَسْتَجِيبُوا لَكُمْ إِنْ كُنْتُمْ صادِقِينَ (١٩٤) أَلَهُمْ أَرْجُلٌ يَمْشُونَ بِها أَمْ لَهُمْ أَيْدٍ يَبْطِشُونَ بِها أَمْ لَهُمْ أَعْيُنٌ يُبْصِرُونَ بِها أَمْ لَهُمْ آذانٌ يَسْمَعُونَ بِها قُلِ ادْعُوا شُرَكاءَكُمْ ثُمَّ كِيدُونِ فَلا تُنْظِرُونِ (١٩٥) إِنَّ وَلِيِّيَ اللهُ الَّذِي نَزَّلَ الْكِتابَ وَهُوَ يَتَوَلَّى الصَّالِحِينَ (١٩٦) وَالَّذِينَ تَدْعُونَ مِنْ دُونِهِ لا يَسْتَطِيعُونَ نَصْرَكُمْ وَلا أَنْفُسَهُمْ يَنْصُرُونَ (١٩٧) وَإِنْ تَدْعُوهُمْ إِلَى الْهُدى لا يَسْمَعُوا وَتَراهُمْ يَنْظُرُونَ إِلَيْكَ وَهُمْ لا يُبْصِرُونَ (١٩٨) خُذِ الْعَفْوَ وَأْمُرْ بِالْعُرْفِ وَأَعْرِضْ عَنِ الْجاهِلِينَ (١٩٩) وَإِمَّا يَنْزَغَنَّكَ مِنَ الشَّيْطانِ نَزْغٌ فَاسْتَعِذْ بِاللهِ إِنَّهُ سَمِيعٌ عَلِيمٌ (٢٠٠))
(أَيُشْرِكُونَ) بالله (ما لا يَخْلُقُ شَيْئاً) ولا يحيى (وَهُمْ) يعنى الآلهة (يُخْلَقُونَ (١٩١)) ينحتون أى مخلوقة منحوتة.
(وَلا يَسْتَطِيعُونَ لَهُمْ نَصْراً) نفعا ولا منعا (وَلا أَنْفُسَهُمْ) يعنى الآلهة (يَنْصُرُونَ (١٩٢)) لا يمنعون مما يراد بهم (وَإِنْ تَدْعُوهُمْ) يا محمد يعنى الكفار (إِلَى الْهُدى) إلى التوحيد (لا يَتَّبِعُوكُمْ) لا يجيبوكم (سَواءٌ عَلَيْكُمْ أَدَعَوْتُمُوهُمْ) إلى
__________________
(١) انظر : معانى الزجاج (٢ / ٤٣٦) ، وتفسير الطبرى (٩ / ٩٧) ، وابن كثير (٢ / ٢٧٣) ، والقرطبى (٧ / ٣٣٦).