ذُوقُوا عَذابَ الْخُلْدِ هَلْ تُجْزَوْنَ إِلاَّ بِما كُنْتُمْ تَكْسِبُونَ (٥٢) وَيَسْتَنْبِئُونَكَ أَحَقٌّ هُوَ قُلْ إِي وَرَبِّي إِنَّهُ لَحَقٌّ وَما أَنْتُمْ بِمُعْجِزِينَ (٥٣) وَلَوْ أَنَّ لِكُلِّ نَفْسٍ ظَلَمَتْ ما فِي الْأَرْضِ لافْتَدَتْ بِهِ وَأَسَرُّوا النَّدامَةَ لَمَّا رَأَوُا الْعَذابَ وَقُضِيَ بَيْنَهُمْ بِالْقِسْطِ وَهُمْ لا يُظْلَمُونَ (٥٤) أَلا إِنَّ لِلَّهِ ما فِي السَّماواتِ وَالْأَرْضِ أَلا إِنَّ وَعْدَ اللهِ حَقٌّ وَلكِنَّ أَكْثَرَهُمْ لا يَعْلَمُونَ (٥٥) هُوَ يُحيِي وَيُمِيتُ وَإِلَيْهِ تُرْجَعُونَ (٥٦) يا أَيُّهَا النَّاسُ قَدْ جاءَتْكُمْ مَوْعِظَةٌ مِنْ رَبِّكُمْ وَشِفاءٌ لِما فِي الصُّدُورِ وَهُدىً وَرَحْمَةٌ لِلْمُؤْمِنِينَ (٥٧) قُلْ بِفَضْلِ اللهِ وَبِرَحْمَتِهِ فَبِذلِكَ فَلْيَفْرَحُوا هُوَ خَيْرٌ مِمَّا يَجْمَعُونَ (٥٨) قُلْ أَرَأَيْتُمْ ما أَنْزَلَ اللهُ لَكُمْ مِنْ رِزْقٍ فَجَعَلْتُمْ مِنْهُ حَراماً وَحَلالاً قُلْ آللهُ أَذِنَ لَكُمْ أَمْ عَلَى اللهِ تَفْتَرُونَ (٥٩) وَما ظَنُّ الَّذِينَ يَفْتَرُونَ عَلَى اللهِ الْكَذِبَ يَوْمَ الْقِيامَةِ إِنَّ اللهَ لَذُو فَضْلٍ عَلَى النَّاسِ وَلكِنَّ أَكْثَرَهُمْ لا يَشْكُرُونَ (٦٠))
(قُلْ) لهم يا محمد (أَثُمَّ إِذا ما وَقَعَ) يقول : إذا ما نزل عليكم العذاب (آمَنْتُمْ بِهِ) قالوا نعم (قُلْ) لهم يا محمد ، يقال لكم : (آلْآنَ) تؤمنون بالعذاب (وَقَدْ كُنْتُمْ بِهِ) بالعذاب (تَسْتَعْجِلُونَ (٥١)) قبل هذا استهزاء به (ثُمَّ قِيلَ لِلَّذِينَ ظَلَمُوا) أشركوا (ذُوقُوا عَذابَ الْخُلْدِ هَلْ تُجْزَوْنَ) فى الآخرة (إِلَّا بِما كُنْتُمْ تَكْسِبُونَ (٥٢)) تقولون وتعملون فى الدنيا (وَيَسْتَنْبِئُونَكَ) يستخبرونك يا محمد (أَحَقٌّ هُوَ) يعنى العذاب والقرآن (قُلْ إِي وَرَبِّي) نعم وربى (إِنَّهُ لَحَقٌ) صدق كائن يعنى العذاب (وَما أَنْتُمْ بِمُعْجِزِينَ (٥٣)) بفائتين من عذاب الله (وَلَوْ أَنَّ لِكُلِّ نَفْسٍ ظَلَمَتْ) أشركت بالله (ما فِي الْأَرْضِ لَافْتَدَتْ بِهِ) لفادت به نفسها من عذاب الله (وَأَسَرُّوا النَّدامَةَ) أخفوا الندامة الرؤساء من السفلة (لَمَّا رَأَوُا الْعَذابَ) حين رأوا العذاب (وَقُضِيَ بَيْنَهُمْ) وبين السفلة (بِالْقِسْطِ) والعدل (وَهُمْ لا يُظْلَمُونَ (٥٤)) لا ينقص من حسناتهم شىء ولا يزاد على سيئاتهم (أَلا إِنَّ لِلَّهِ ما فِي السَّماواتِ وَالْأَرْضِ) من الخلق والعجائب (أَلا إِنَّ وَعْدَ اللهِ حَقٌ) كائن البعث بعد الموت (وَلكِنَّ أَكْثَرَهُمْ لا يَعْلَمُونَ (٥٥)) لا يصدقون.
(هُوَ يُحْيِ) للبعث (وَيُمِيتُ) فى الدنيا (وَإِلَيْهِ تُرْجَعُونَ (٥٦)) بعد الموت (يا أَيُّهَا النَّاسُ) يا أهل مكة (قَدْ جاءَتْكُمْ مَوْعِظَةٌ) نهى (مِنْ رَبِّكُمْ) مما أنتم فيه (وَشِفاءٌ) بيان (لِما فِي الصُّدُورِ) من العمى (وَهُدىً) من الضلالة (وَرَحْمَةٌ) من العذاب (لِلْمُؤْمِنِينَ (٥٧) قُلْ) يا محمد لأصحابك (بِفَضْلِ اللهِ) القرآن الذى أكرمكم به (وَبِرَحْمَتِهِ) الإسلام الذى وفقكم به (فَبِذلِكَ) بالقرآن والإسلام