(فَلْيَفْرَحُوا هُوَ خَيْرٌ) يعنى القرآن والإسلام (مِمَّا يَجْمَعُونَ (٥٨)) مما يجمع اليهود والمشركون من الأموال (قُلْ) يا محمد لأهل مكة (أَرَأَيْتُمْ ما أَنْزَلَ اللهُ لَكُمْ) ما خلق الله لكم (مِنْ رِزْقٍ) من حرث وأنعام (فَجَعَلْتُمْ مِنْهُ) فقلتم وفعلتم (حَراماً) على النساء منفعتها ، يعنى منفعة البحيرة والسائبة والحام (وَحَلالاً) للرجال (قُلْ) لهم يا محمد (آللهُ أَذِنَ لَكُمْ) أمر ربكم بذلك (أَمْ عَلَى اللهِ) بل على (تَفْتَرُونَ (٥٩)) تختلقون الكذب (وَما ظَنُّ الَّذِينَ يَفْتَرُونَ) يختلقون (عَلَى اللهِ الْكَذِبَ) ما ذا يفعل بهم (يَوْمَ الْقِيامَةِ إِنَّ اللهَ لَذُو فَضْلٍ) من (عَلَى النَّاسِ) بتأخير العذاب (وَلكِنَّ أَكْثَرَهُمْ لا يَشْكُرُونَ (٦٠)) بذلك ولا يؤمنون.
(وَما تَكُونُ فِي شَأْنٍ وَما تَتْلُوا مِنْهُ مِنْ قُرْآنٍ وَلا تَعْمَلُونَ مِنْ عَمَلٍ إِلاَّ كُنَّا عَلَيْكُمْ شُهُوداً إِذْ تُفِيضُونَ فِيهِ وَما يَعْزُبُ عَنْ رَبِّكَ مِنْ مِثْقالِ ذَرَّةٍ فِي الْأَرْضِ وَلا فِي السَّماءِ وَلا أَصْغَرَ مِنْ ذلِكَ وَلا أَكْبَرَ إِلاَّ فِي كِتابٍ مُبِينٍ (٦١) أَلا إِنَّ أَوْلِياءَ اللهِ لا خَوْفٌ عَلَيْهِمْ وَلا هُمْ يَحْزَنُونَ (٦٢) الَّذِينَ آمَنُوا وَكانُوا يَتَّقُونَ (٦٣) لَهُمُ الْبُشْرى فِي الْحَياةِ الدُّنْيا وَفِي الْآخِرَةِ لا تَبْدِيلَ لِكَلِماتِ اللهِ ذلِكَ هُوَ الْفَوْزُ الْعَظِيمُ (٦٤) وَلا يَحْزُنْكَ قَوْلُهُمْ إِنَّ الْعِزَّةَ لِلَّهِ جَمِيعاً هُوَ السَّمِيعُ الْعَلِيمُ (٦٥) أَلا إِنَّ لِلَّهِ مَنْ فِي السَّماواتِ وَمَنْ فِي الْأَرْضِ وَما يَتَّبِعُ الَّذِينَ يَدْعُونَ مِنْ دُونِ اللهِ شُرَكاءَ إِنْ يَتَّبِعُونَ إِلاَّ الظَّنَّ وَإِنْ هُمْ إِلاَّ يَخْرُصُونَ (٦٦) هُوَ الَّذِي جَعَلَ لَكُمُ اللَّيْلَ لِتَسْكُنُوا فِيهِ وَالنَّهارَ مُبْصِراً إِنَّ فِي ذلِكَ لَآياتٍ لِقَوْمٍ يَسْمَعُونَ (٦٧) قالُوا اتَّخَذَ اللهُ وَلَداً سُبْحانَهُ هُوَ الْغَنِيُّ لَهُ ما فِي السَّماواتِ وَما فِي الْأَرْضِ إِنْ عِنْدَكُمْ مِنْ سُلْطانٍ بِهذا أَتَقُولُونَ عَلَى اللهِ ما لا تَعْلَمُونَ (٦٨) قُلْ إِنَّ الَّذِينَ يَفْتَرُونَ عَلَى اللهِ الْكَذِبَ لا يُفْلِحُونَ (٦٩) مَتاعٌ فِي الدُّنْيا ثُمَّ إِلَيْنا مَرْجِعُهُمْ ثُمَّ نُذِيقُهُمُ الْعَذابَ الشَّدِيدَ بِما كانُوا يَكْفُرُونَ (٧٠))
(وَما تَكُونُ) يا محمد (فِي شَأْنٍ) فى أمر (وَما تَتْلُوا) عليهم (مِنْهُ مِنْ قُرْآنٍ) سورة أو آية (وَلا تَعْمَلُونَ مِنْ عَمَلٍ) خير أو شر (إِلَّا كُنَّا عَلَيْكُمْ) وعلى أمركم وتلاوتكم وعملكم (شُهُوداً) أى عالما (إِذْ تُفِيضُونَ) تخوضون (فِيهِ) فى القرآن بالتكذيب (وَما يَعْزُبُ) ما يغيب (عَنْ رَبِّكَ مِنْ مِثْقالِ ذَرَّةٍ) وزن نملة حمراء من أعمال العباد (فِي الْأَرْضِ وَلا فِي السَّماءِ وَلا أَصْغَرَ مِنْ ذلِكَ) ولا أخف من ذلك (وَلا أَكْبَرَ) ولا أثقل (إِلَّا فِي كِتابٍ مُبِينٍ (٦١)) مكتوب فى اللوح المحفوظ (١)
__________________
(١) انظر : تفسير الطبرى (١١ / ١٠٣) ، وزاد المسير (٤ / ٥٢) ، والبحر المحيط (٥ / ١٨٤) ، والنكت للماوردى (٢ / ١٩٥).