والصدقة (وَكانَ عِنْدَ رَبِّهِ مَرْضِيًّا (٥٥)) صالحا (وَاذْكُرْ فِي الْكِتابِ إِدْرِيسَ) خبر إدريس (إِنَّهُ كانَ صِدِّيقاً) مصدقا بإيمانه (نَبِيًّا (٥٦)) يخبر عن الله (وَرَفَعْناهُ مَكاناً عَلِيًّا (٥٧)) فى الجنة (أُولئِكَ الَّذِينَ) ذكرتهم إبراهيم وإسماعيل وإسحاق ويعقوب وموسى وهارون وعيسى وإدريس وسائر الأنبياء (أَنْعَمَ اللهُ عَلَيْهِمْ مِنَ النَّبِيِّينَ) أكرمهم الله بالنبوة والرسالة والإسلام (مِنْ ذُرِّيَّةِ آدَمَ وَمِمَّنْ حَمَلْنا مَعَ نُوحٍ) من ذرية نوح وأولاده (وَمِنْ ذُرِّيَّةِ إِبْراهِيمَ) إسماعيل وإسحاق (وَإِسْرائِيلَ) ومن ذرية يعقوب يوسف وإخوته (وَمِمَّنْ هَدَيْنا) أكرمنا بالإيمان (وَاجْتَبَيْنا) اصطفينا بالإسلام ومتابعة النبى (صلىاللهعليهوسلم) يعنى عبد الله بن سلام وأصحابه (إِذا تُتْلى عَلَيْهِمْ) إذا تقرأ عليهم (آياتُ الرَّحْمنِ) بالأمر والنهى (خَرُّوا سُجَّداً وَبُكِيًّا (٥٨)) يسجدون ويبكون من مخافة الله (فَخَلَفَ) فبقى (مِنْ بَعْدِهِمْ) من بعد الأنبياء والصالحين (خَلْفٌ) سوء (أَضاعُوا الصَّلاةَ) تركوا الصلاة وكفروا بالله (وَاتَّبَعُوا الشَّهَواتِ) اشتغلوا باللذات فى الدنيا وتزوج الأخوات من الأب وهم اليهود (فَسَوْفَ يَلْقَوْنَ غَيًّا (٥٩)) واديا فى جهنم (إِلَّا مَنْ تابَ) من اليهود (وَآمَنَ) بمحمد (صلىاللهعليهوسلم) والقرآن (وَعَمِلَ صالِحاً) خالصا فيما بينه وبين ربه (فَأُولئِكَ يَدْخُلُونَ الْجَنَّةَ وَلا يُظْلَمُونَ شَيْئاً (٦٠)) لا ينقص من حسناتهم ولا يزاد على سيئاتهم.
(جَنَّاتِ عَدْنٍ الَّتِي وَعَدَ الرَّحْمنُ عِبادَهُ بِالْغَيْبِ إِنَّهُ كانَ وَعْدُهُ مَأْتِيًّا (٦١) لا يَسْمَعُونَ فِيها لَغْواً إِلاَّ سَلاماً وَلَهُمْ رِزْقُهُمْ فِيها بُكْرَةً وَعَشِيًّا (٦٢) تِلْكَ الْجَنَّةُ الَّتِي نُورِثُ مِنْ عِبادِنا مَنْ كانَ تَقِيًّا (٦٣) وَما نَتَنَزَّلُ إِلاَّ بِأَمْرِ رَبِّكَ لَهُ ما بَيْنَ أَيْدِينا وَما خَلْفَنا وَما بَيْنَ ذلِكَ وَما كانَ رَبُّكَ نَسِيًّا (٦٤) رَبُّ السَّماواتِ وَالْأَرْضِ وَما بَيْنَهُما فَاعْبُدْهُ وَاصْطَبِرْ لِعِبادَتِهِ هَلْ تَعْلَمُ لَهُ سَمِيًّا (٦٥) وَيَقُولُ الْإِنْسانُ أَإِذا ما مِتُّ لَسَوْفَ أُخْرَجُ حَيًّا (٦٦) أَوَلا يَذْكُرُ الْإِنْسانُ أَنَّا خَلَقْناهُ مِنْ قَبْلُ وَلَمْ يَكُ شَيْئاً (٦٧) فَوَ رَبِّكَ لَنَحْشُرَنَّهُمْ وَالشَّياطِينَ ثُمَّ لَنُحْضِرَنَّهُمْ حَوْلَ جَهَنَّمَ جِثِيًّا (٦٨) ثُمَّ لَنَنْزِعَنَّ مِنْ كُلِّ شِيعَةٍ أَيُّهُمْ أَشَدُّ عَلَى الرَّحْمنِ عِتِيًّا (٦٩) ثُمَّ لَنَحْنُ أَعْلَمُ بِالَّذِينَ هُمْ أَوْلى بِها صِلِيًّا (٧٠))
ثم بين أى الجنة لهم فقال : (جَنَّاتِ عَدْنٍ الَّتِي وَعَدَ الرَّحْمنُ عِبادَهُ بِالْغَيْبِ) بالغائب عنهم (إِنَّهُ كانَ وَعْدُهُ مَأْتِيًّا (٦١)) كائنا (لا يَسْمَعُونَ فِيها) فى الجنة (لَغْواً) حلفا باطلا (إِلَّا سَلاماً) لكن يسلم بعضهم على بعض بالإكرام (وَلَهُمْ رِزْقُهُمْ فِيها) طعامهم فى الجنة (بُكْرَةً وَعَشِيًّا (٦٢)) على مقدار بكرة وعشية فى الدنيا (تِلْكَ الْجَنَّةُ) هذه