** (إِنَّ لَهُ أَباً شَيْخاً كَبِيراً) : هذا القول الكريم ورد في الآية الكريمة الثامنة والسبعين أي قال إخوة يوسف مسترحمين : أيها العزيز ـ أي يوسف نفسه ـ إنّ له ـ أي لأخيهم بنيامين ـ شيخا كبيرا في السنّ هرما يحبّه كثيرا. و «الشيخ» جمعه : شيوخ وشيخان وربّما قيل : أشياخ وشيخة. والمرأة : شيخة. و «المشيخة» اسم جمع للشيخ ـ وجمعها : مشايخ. و «الشيخ» هو لقب عند بعض العشائر ـ الطوائف ـ من الأعيان. ويطلق أيضا على الأستاذ والعالم وكبير القوم وعلى من كان كبيرا في أعين القوم علما أو فضيلة أو مقاما ونحو ذلك. وشيخ المرأة : هو زوجها. وقال الرسول الكريم محمد ـ صلىاللهعليهوسلم ـ : الشيخ شاب في حبّ اثنتين : في حب طول الحياة وكثرة المال «صدق رسول الله ـ صلىاللهعليهوسلم» واللفظة ـ لغة ـ تطلق على من استبانت فيه السنّ وظهر عليه الشيب. و «المشيب» هو الدخول في حدّ «الشيب» وهو ابيضاض الشعر المسود.
** (إِنَّ ابْنَكَ سَرَقَ وَما شَهِدْنا إِلَّا بِما عَلِمْنا) : هذا القول الكريم ورد في الآية الكريمة الحادية والثمانين. وفيه حذف مفعول «سرق» أي سرق صواع الملك كما حذف مفعول «علمنا» أي بما علمنا ذلك عن مشاهدة والمفعول المحذوف هو «ذلك» ويقال : فلان يسترق السمع : أي يستمع مستخفيا. والفعل «سرق ـ يسرق ـ من باب «ضرب» واسم الفاعل منه : سارق. يقال سرق منه مالا وسرقه مالا .. على حذف حرف الجر وتعدية الفعل بعد الحذف أو على معنى «السلب» كأنه قال : سلبه مالا. ويسمّى المسروق ـ اسم المفعول ـ سرقة ـ تسمية بالمصدر ـ.
** (وَسْئَلِ الْقَرْيَةَ الَّتِي كُنَّا فِيها وَالْعِيرَ الَّتِي أَقْبَلْنا فِيها) : هذا القول الكريم هو الآية الكريمة الثانية والثمانون المعنى : قال إخوة يوسف لأبيهم واسأل أهل القرية ـ أهل مصر ـ أو أهل قريته.
وحذف مفعول «اسأل» وهو «أهل» أي حذف المضاف لدلالة قرينة عليه فقام المضاف إليه «القرية» مقامه في إعرابه فانتصب انتصابه ومثله أيضا في التقدير لفظة «العير» أي وأصحاب العير .. وهي بمعنى «الإبل» التي تحمل الأثقال ثم استعيرت لكل قافلة.
** (وَتَوَلَّى عَنْهُمْ وَقالَ يا أَسَفى عَلى يُوسُفَ) : هذا القول الكريم هو مستهل الآية الكريمة الرابعة والثمانين أي وأعرض أبوهم عنهم وقال يا أسفي .. وقد أضاف «الأسف» إلى نفسه. قال الزمخشريّ : والتجانس بين لفظتي «الأسف» و «يوسف» ممّا يقع مطبوعا غير متعمّل فيملح ويبدع .. ونحوه وهم ينهون عنه وينأون عنه .. يحسبون أنّهم يحسنون .. من سبأ بنبأ. ومعنى القول : يا لهفتي ويا حزني والتجانس اللفظي البديع بين «الأسف» و «يوسف» يقال : أسف ـ يأسف ـ أسفا : أي حزن وتلهّف .. وأسف على الشيء : أي غضب عليه. وأسف : مثل «غضب» وزنا ومعنى.
** (فَهُوَ كَظِيمٌ) : أي مملوء من غيظه .. فعيل بمعنى مفعول لأن «كظيم» و «مكظوم» بمعنى واحد وفعله : كظم الغيظ ـ كظما .. من باب «ضرب» بمعنى : وأمسك على ما في نفسه منه على صفح أو غيظ .. و «الغيظ» مكظوم أيضا.
** (قالَ إِنَّما أَشْكُوا بَثِّي وَحُزْنِي إِلَى اللهِ وَأَعْلَمُ مِنَ اللهِ ما لا تَعْلَمُونَ) : هذا هو نص الآية الكريمة السادسة والثمانين .. المعنى : قال يعقوب : إنّما أشكو أعظم غمّي إلى الله وحده. يقال : بثّ الله تعالى يبثّ الخلق بثا : بمعنى : خلقهم. والفعل من باب «قتل» وبثّ الرجل الحديث : أي أذاعه ونشره وقال ابن الفارس : بثّ السرّ وأبثّه مثله بمعنى أذاعه ونشره.