** (قالُوا تَاللهِ لَقَدْ آثَرَكَ اللهُ عَلَيْنا وَإِنْ كُنَّا لَخاطِئِينَ) : هذا القول الكريم هو نص الآية الكريمة الحادية والتسعين .. وهو قول إخوة يوسف : والله لقد اختارك الله وفضّلك علينا في حين أنّنا كنّا مذنبين آثمين بما ارتكبناه تجاهك. و «خاطئين» جمع خاطئ اسم فاعل وفعله «خطئ ـ يخطأ ـ خطأ ـ من باب «علم» و «الخطأ» ضد الصواب. قال أبو عبيدة : خطئ وأخطأ بمعنى واحد لمن يذنب على غير عمد وقال غيره : خطئ في الدين وأخطأ في كلّ شيء عامدا كان أو غير عامد. وقيل : خطئ إذا تعمد ما نهي عنه وأخطأ : إذا أراد الصواب فصار إلى غيره فإن اراد غير الصواب وفعله قيل : قصده أو تعمّده.
** (يَغْفِرُ اللهُ لَكُمْ) : في هذا القول الكريم الوارد في الآية الكريمة الثانية والتسعين حذف مفعول «يغفر» لأنه معلوم أي يغفر ذنوبكم.
** (لَوْ لا أَنْ تُفَنِّدُونِ) : هذا القول الكريم هو آخر الآية الكريمة الرابعة والتسعين .. المعنى : لو لا أن تنسبوني إلى الفند : وهو نقصان العقل من الهرم والفند : هو ضعف الرأي والكذب أيضا.
** (ذلِكَ مِنْ أَنْباءِ الْغَيْبِ نُوحِيهِ إِلَيْكَ) : أي ذلك المذكور من قصة يوسف أو هذه الأخبار التي نقصّها عليك يا محمد عن يوسف من الأمور الغيبية فإنك لم تكن مع إخوة يوسف حين أجمعوا رأيهم على إبعاده عن أبيه أي ما كنت حاضرا معهم حين عزموا على إلقائه في الجب. فحذف المشار إليه ـ الصفة ـ «المذكور».
** (فاطِرَ السَّماواتِ وَالْأَرْضِ) : هذا القول الكريم ورد في الآية الكريمة الأولى بعد المائة .. المعنى : خالق يقال : فطر الله الخلق ـ يفطرهم .. من باب «قتل» بمعنى : خلقهم. والاسم هو الفطرة ـ بكسر الفاء ـ.
** (تَوَفَّنِي مُسْلِماً) : المعنى اجعلني في حياتي مسلما أي منقادا لك حتى أموت على الإسلام. يقال : سلم المسافر يسلم ـ سلامة .. من باب «تعب» بمعنى : خلص ونجا من الآفات فهو سالم .. وأسلم لله فهو مسلم – اسم فاعل ـ أي دخل في دين الإسلام وأسلم أمره لله وسلّم أمره ـ لغة فيه : أي انقاد له. قال النبيّ ـ صلىاللهعليهوسلم ـ : «المسلم من سلم المسلمون من لسانه ويده» قدّم ـ صلىاللهعليهوسلم ـ اللسان على اليد لأنّ إيذاءه أكثر وقوعا وأشدّ نكاية ولله درّ القائل : جراحات السّنان لها التئام ما جرح اللسان وقال شاعر آخر :
يصاب الفتى من عثرة بلسانه |
|
وليس يصاب المرء من عثرة الرجل |
فعثرته في القول تذهب رأسه |
|
وعثرته بالرجل تبرا على مهل |
وقيل : أذناك وبهما تسمع وعيناك وبهما تبصر ولسانك وبد تذوق وأنفك وبه تشمّ كلّ هذه في الراس فهو صومعة الحواسّ.
(وَما أَكْثَرُ النَّاسِ وَلَوْ حَرَصْتَ بِمُؤْمِنِينَ) (١٠٣)
(وَما أَكْثَرُ النَّاسِ) : الواو عاطفة. ما : نافية بمنزلة «ليس» عند الحجازيين ومهملة عند بني تميم. أكثر : اسم «ما» أو مبتدأ مرفوع بالضمة. الناس : مضاف إليه مجرور بالإضافة وعلامة جره الكسرة.