والمجرور «إلى صراط العزيز الحميد» بدل من قوله تعالى : إلى النور بتكرير العامل ويجوز أن يكون استئنافا جوابا لسؤال بتقدير : إلى أيّ نور؟ فقيل : إلى صراط العزيز الحميد بمعنى : المحمود لأن «الحميد» من صيغ المبالغة ـ فعيل بمعنى مفعول ـ.
(اللهِ الَّذِي لَهُ ما فِي السَّماواتِ وَما فِي الْأَرْضِ وَوَيْلٌ لِلْكافِرِينَ مِنْ عَذابٍ شَدِيدٍ) (٢)
(اللهِ الَّذِي) : لفظ الجلالة بدل أو عطف بيان من «العزيز الحميد» لأن لفظتي «العزيز الحميد» جرتا مجرى الأسماء الأعلام لغلبتهما واختصاصهما بالمعبود. مجرور للتعظيم بالكسرة. الذي : اسم موصول مبني على السكون في محل جر صفة ـ نعت ـ للفظ الجلالة.
(لَهُ ما فِي السَّماواتِ) : الجملة الاسمية صلة الموصول «الذي» لا محل لها. له : جار ومجرور في محل رفع متعلق بخبر مقدم. ما : اسم موصول مبني على السكون في محل رفع مبتدأ مؤخر. في السموات : جار ومجرور متعلق بفعل محذوف تقديره : وجد .. أو هو مستقر .. والجملة الفعلية «وجد في السموات» صلة الموصول «ما» لا محل لها.
(وَما فِي الْأَرْضِ) : معطوف بواو العطف على «له ما في السموات» ويعرب إعرابه.
(وَوَيْلٌ لِلْكافِرِينَ) : الواو استئنافية. ويل : مبتدأ مرفوع بالضمة المنونة. للكافرين : جار ومجرور متعلق بخبر «ويل» المحذوف. ووقع «ويل» مبتدأ وهو نكرة لأن أصله مصدر سدّ مسدّ فعله ولكنه عدل به إلى الرفع للدلالة على معنى ثبات الهلاك ودوامه للمدعو عليه. و «الويل» في الأصل : مصدر لا فعل له معناه : تحسر وهلاك .. وقيل : هو واد في جهنم وهو نقيض «الوأل» بمعنى : النجاة. وعلامة جر «الكافرين» الياء لأنه جمع مذكر سالم والنون عوض عن تنوين المفرد وحركته.