** (إِنَّا نَحْنُ نَزَّلْنَا الذِّكْرَ وَإِنَّا لَهُ لَحافِظُونَ) : هذا القول الكريم هو نصّ الآية الكريمة التاسعة و «الذكر» هو اسم من أسماء «القرآن» مثل .. المصحف .. الكتاب .. ويأتي «الذكر» بمعنى : الطائفة النازلة من القرآن كما في قوله تعالى في سورة «الأنبياء» : (ما يَأْتِيهِمْ مِنْ ذِكْرٍ مِنْ رَبِّهِمْ مُحْدَثٍ إِلَّا اسْتَمَعُوهُ) و «محدث» بمعنى : جديد. و «المصحف» أيضا من أسماء القرآن ويلفظ بضم الميم وكسرها. والأصل : ضم الميم لأنه اسم مفعول به من «أصحف» بمعنى : جمعت فيه الصحف .. صحف إبراهيم وموسى .. أي الكتب الأولى التي جاءت خلاصة لها في القرآن الكريم. وقيل : إنّ أول من سمّى المصحف مصحفا هو أبو بكر الصديق ـ رضي الله عنه ـ حين أراد جمع القرآن. وعن النبيّ ـ صلىاللهعليهوسلم ـ : «من تعلّم القرآن وعلّمه وعلّق مصحفا لم يتعاهده ـ أي لم يأته ولم يتردّد عليه ـ ولم ينظر فيه جاء يوم القيامة متعلقا به يقول : يا ربّ العالمين عبدك هذا اتّخذني مهجورا اقض بيني وبينه» صدق رسول الله ـ صلىاللهعليهوسلم ـ.
** (وَلَقَدْ أَرْسَلْنا مِنْ قَبْلِكَ فِي شِيَعِ الْأَوَّلِينَ) : هذا القول الكريم هو نصّ الآية الكريمة العاشرة وفيه حذف مفعول «أرسلنا» رسلا من قبلك في فرق الأقوام الأولين .. فحذفت كلمة «الأقوام» اختصارا وهي الموصوف وبقيت الصفة «الأولين» وقد حلّت محلها. و «شيع» جمع : شيعة : أي فرقة.
** (إِلَّا مَنِ اسْتَرَقَ السَّمْعَ فَأَتْبَعَهُ شِهابٌ مُبِينٌ) : هذا القول الكريم هو نصّ الآية الكريمة الثامنة عشرة .. المعنى : إلّا من استمع مستخفيا وهو فعل مزيد ـ والفعل المجرّد «سرق» من باب «ضرب» يقال : سرقه مالا وسرق منه مالا .. يتعدى الفعل إلى مفعوله بنفسه ويتعدى بالحرف على الزيادة ومصدره : «سرق» بفتح السين والراء. والاسم : السرق .. بكسر الراء و «السرقة» مثله وتخفف مثل «كلمة» أي بتسكين الراء. ويسمّى المسروق ـ وهو اسم مفعول ـ سرقة .. تسمية بالمصدر .. ويقال : سرق السمع واسترقه وهو تعبير مجازي بمعنى : مستخفيا. ويقال : هو يسارق النظر إليه : إذا اغتنم أو انتهز غفلته لينظر إليه. أمّا «شهاب» فهو شعلة نار ساطعة .. جمعه : شهب.
** (وَالْأَرْضَ مَدَدْناها وَأَلْقَيْنا فِيها رَواسِيَ) : هذا القول الكريم هو مستهل الآية الكريمة التاسعة عشرة بمعنى : والأرض بسطناها وألقينا بمعنى : وجعلنا فيها جبالا ثابتة رواسخ لئلّا تتحرك بأهلها فحذف الموصوف «جبالا» وأقيمت الصفة «رواسي» مقامها. وقال المصحف المفسر : والقول «مددناها» بمعنى : بسطناها .. لا ينافي كروية الأرض ـ في الحقيقة ـ فإنّها مبسوطة فيما ترى العين.
** (وَإِنْ مِنْ شَيْءٍ إِلَّا عِنْدَنا خَزائِنُهُ) : هذا القول الكريم ورد في بداية الآية الكريمة الحادية والعشرين بمعنى : وما من شيء من الأرزاق إلّا عندنا خزائن رزقه .. فحذف المضاف إليه «رزق» وأضيف المضاف «خزائن» إلى المضاف إليه الثاني «الهاء» فصار : خزائنه.
** (فَأَسْقَيْناكُمُوهُ) : هذا القول الكريم ذكر في الآية الكريمة الثانية والعشرين .. وفيه جيء بضميري المفعولين متصلين جميعا .. وحكي عن أبي عمرو إسكان الميم ووجهه أنّ الحركة لم تكن إلّا خلسة خفيفة فظنّها الراوي سكونا. والإسكان الصريح لحن عند الخليل وسيبويه حذّاق ـ جمع حاذق .. أي ماهر ـ البصريين لأن الحركة الإعرابية لا يسوغ طرحها إلّا في ضرورة الشعر.
** (وَإِنَّا لَنَحْنُ نُحْيِي وَنُمِيتُ وَنَحْنُ الْوارِثُونَ) : هذا القول الكريم هو نصّ الآية الكريمة الثالثة والعشرين وقد حذف مفعولا الفعلين المتعدّيين «نحيي» و «نميت» اختصارا .. التقدير : نحيي الخلائق ونميتها ..