** (ثُمَّ تابُوا مِنْ بَعْدِ ذلِكَ وَأَصْلَحُوا) : أي من بعد ذلك العمل السيئ وأصلحوا ما أفسدوه بجهالتهم أو أصلحوا أعمالهم الفاسدة ونيّاتهم الخبيثة .. فحذفت الصفة أو البدل المشار إليه وهو «العمل السيئ» وحذف مفعول «أصلحوا» اختصارا لأنه معلوم وهو «ما أفسدوه».
** (إِنَّ إِبْراهِيمَ كانَ أُمَّةً قانِتاً لِلَّهِ حَنِيفاً) : هذا القول الكريم ورد في الآية الكريمة العشرين بعد المائة .. المعنى : كان إبراهيم أمة وحده أي أمّة الأمم لكماله في جميع صفات الخير أو يكون بمعنى : كان مأموما : أي يؤمّه الناس ليأخذوا منه الخير أو بمعنى : مؤتمّ به. يقال : أمّه يؤمّه ـ أمّا : أي قصده .. والفعل من باب «ردّ» ومثله : أمّ القوم في الصلاة إمامة وأتمّ به : أي اقتدى به. ومنه «الإمام» وهو الذي يقتدى به. أمّا «حنيفا» فمعناه : مستقيما من الحنف وهو الاستقامة. و «الحنيف» هو المسلم. وتحنّف الرجل : أي اعتزل الأصنام وتعبّد وهو الناسك أيضا لأنه مائل إلى الدين المستقيم .. وحنف .. من باب «تعب» و «قانتا» بمعنى : مطيعا ـ من القنوت وأصله : الطاعة .. ثم سمّي القيام في الصلاة قنوتا وباب الفعل «دخل».
** (ثُمَّ أَوْحَيْنا إِلَيْكَ) : هذا القول الكريم هو بداية الآية الكريمة الثالثة والعشرين بعد المائة وفيه عطفت الجملة على جملة «آتيناه» قال الزمخشريّ : ثمّ : في أصل وصفها تفيد ذلك التراخي المعطوف عليه في الزمان ثم استعملت في تراخيه عنه في علو المنزلة بحيث يكون المعطوف أعلى رتبة وأشمخ مما عطف عليه محلا.
** (إِنَّما جُعِلَ السَّبْتُ) : هذا القول الكريم هو مستهل الآية الكريمة الرابعة والعشرين بعد المائة. أي إنّما فرض تعظيم السبت .. فحذف المضاف الأول «يوم» وحلّ المضاف إليه الثاني «السبت» محلّه. إذ أمرهم موسى بالتضرع للعبادة يوم الجمعة فأطاع بعضهم وطلب بعضهم السبت فشدّد عليهم فيه.
** (ادْعُ إِلى سَبِيلِ رَبِّكَ بِالْحِكْمَةِ وَالْمَوْعِظَةِ الْحَسَنَةِ وَجادِلْهُمْ بِالَّتِي هِيَ أَحْسَنُ) : ورد هذا القول الكريم في الآية الكريمة الخامسة والعشرين بعد المائة ـ وفيه حذف مفعول «ادع» اختصارا أي ادع الناس. كما حذف الموصوف في «وجادلهم» أي وحاورهم في الطريقة التي هي أحسن الطرق. والمحذوف هو «الطريقة».
** (وَإِنْ عاقَبْتُمْ فَعاقِبُوا بِمِثْلِ ما عُوقِبْتُمْ بِهِ) : أي وإن عاقبتم قوما على تعدّ فحذف مفعول «عاقبتم» وقد سمّي الفعل الأول باسم الثاني للمزاوجة. أمّا الجملة الاسمية «لهو خير للصابرين» فالتقدير : لصبركم خير لكم .. فوضع كلمة «الصابرين» أي وضع الظاهر موضوع موضع المضمر «هو» ثناء من الله سبحانه عليهم.
(وَإِنْ عاقَبْتُمْ فَعاقِبُوا بِمِثْلِ ما عُوقِبْتُمْ بِهِ وَلَئِنْ صَبَرْتُمْ لَهُوَ خَيْرٌ لِلصَّابِرِينَ) (١٢٦)
(وَإِنْ عاقَبْتُمْ) : الواو استئنافية. إن : حرف شرط جازم. عاقبتم : فعل ماض مبني على السكون لاتصاله بضمير الرفع المتحرك فعل الشرط في محل جزم بإن. التاء ضمير متصل مبني على الضم في محل رفع فاعل والميم علامة جمع الذكور.