ومجرور متعلق بأذكر بمعنى واذكر أيها النبي في القرآن. مريم : مفعول به منصوب وعلامة نصبه الفتحة ولم ينوّن لأنه ممنوع من الصرف للتأنيث والمعرفة بمعنى : خبر مريم.
(إِذِ انْتَبَذَتْ) : ظرف زمان بمعنى «حين» مبني على السكون الذي حرك بالكسر لالتقاء الساكنين في محل نصب متعلق باذكر. انتبذت : أي اعتزلت : فعل ماض مبني على الفتح والفاعل ضمير مستتر فيه جوازا تقديره هي والتاء تاء التأنيث الساكنة لا محل لها. والجملة الفعلية «انتبذت» في محل جر بالإضافة لوقوعها بعد الظرف.
(مِنْ أَهْلِها) : جار ومجرور متعلق بانتبذت و «ها» ضمير متصل ـ ضمير الغائبة ـ مبني على السكون في محل جر بالإضافة.
(مَكاناً شَرْقِيًّا) : ظرف مكان منصوب على الظرفية وعلامة نصبه الفتحة المنونة متعلق بانتبذت أو يكون مفعولا به منصوب مثله وعلامة نصبه الفتحة المنونة بمعنى : بيتها.. وقيل : شرقي بيت المقدس وثمة وجه آخر لإعراب هذا القول الكريم وهو أن يكون الجار «من» بمعنى «في» قد انتقل من المكان الشرقي إلى أهلها على معنى : اعتزلت أهلها في مكان شرقي.. والوجه الأول أصوب.
** (ذِكْرُ رَحْمَتِ رَبِّكَ عَبْدَهُ زَكَرِيَّا) : هذا القول الكريم هو نص الآية الكريمة الثانية وفيه أضاف سبحانه «الرحمة» إلى فاعلها وهو «ربك» و «ذكر» بمعنى «قصة» و «زكريا» اسم أعجميّ ينون في النكرة ويجوز أن يكون عربيا فيه ألف تأنيث ولا يجوز تنوينه في معرفة ولا في نكرة. و «زكريا» من أنبياء بني إسرائيل زوج خالة «عيسى» عليهماالسلام. وكان نجارا.
** (وَاشْتَعَلَ الرَّأْسُ شَيْباً) : في هذا القول الكريم الوارد في الآية الكريمة الرابعة يكون أصل التمييز «شيبا» مقلوبا عن الفاعل.. إذ أصله : واشتعل شيب الرأس.. ويجوز أن يكون مفعولا مطلقا.. بتقدير : وشاب الرأس شيبا. وفي التعبير فصاحة ظاهرة واستعارة بديعة وبلاغة مشهودة لأنه لم يقل : واشتعل رأسي شيبا اكتفاء بعلم المخاطب أنه رأس زكريا وشبّه الشيب بشواظ النار في بياضه وإنارته وانتشاره في الشعر. أي شبه انتشار الشيب باشتعال النار في سرعة التهابه.. وفي أنه لم يبق بعد الاشتعال إلّا الخمود ثم أخرجه مخرج الاستعارة ثم أسند الاشتعال إلى مكان الشعر ومنبته وهو الرأس.