معطوف على «أشدّ» مرفوع مثله وعلامة رفعه الضمة المقدرة على آخره ـ الألف المقصورة ـ للتعذر.
(أَفَلَمْ يَهْدِ لَهُمْ كَمْ أَهْلَكْنا قَبْلَهُمْ مِنَ الْقُرُونِ يَمْشُونَ فِي مَساكِنِهِمْ إِنَّ فِي ذلِكَ لَآياتٍ لِأُولِي النُّهى) (١٢٨)
(أَفَلَمْ يَهْدِ لَهُمْ) : الألف ألف إنكار بلفظ استفهام لا محل له. الفاء عاطفة على معطوف عليه من جنس المعطوف. لم : حرف نفي وجزم وقلب. يهد : فعل مضارع مجزوم بلم وعلامة جزمه حذف آخره ـ حرف العلة.. الياء ـ وبقيت الكسرة دالة عليها. اللام حرف جر و «هم» ضمير متصل ـ ضمير الغائبين ـ مبني على السكون في محل جر باللام والجار والمجرور متعلق بيهدي. والضمير يعود لهؤلاء الكفار والفاعل هو الجملة الفعلية بعده بمعناها ومضمونها في محل رفع أي ما دلّ عليه «كم أهلكنا» التقدير : أفلم يتبيّن لهم كثرة إهلاكنا ولا يجوز أن يكون فاعل الفعل «يهدي» الاسم «كم» لأن «كم» استفهام خبري له الصدارة في الكلام ولا يعمل فيه ما قبله إذ لا يقال : حضركم حصل إلى الجامع ويجوز أن يكون الفاعل من معنى الفعل وهو «التبيين» أو يكون على الحكاية أي الكلام كما هو بمضمونه ومعناه.. كقولنا : جاء تأبّط شرا إلى مكان الحفل.. وقيل : يجوز أن يكون فيه ضمير لفظ الجلالة بدلالة القراءة بالنون «أفلم نهد» أو يكون المعنى : أفلم يبيّن لهم.
(كَمْ أَهْلَكْنا) : خبرية تفيد التكثير مبنية على السكون في محل نصب مفعول به مقدم للفعل «أهلك» أهلكنا : فعل ماض مبني على السكون لاتصاله بضمير التفخيم المسند إلى لفظ الجلالة و «نا» ضمير متصل مبني على السكون في محل رفع فاعل.
(قَبْلَهُمْ مِنَ الْقُرُونِ) : ظرف زمان منصوب على الظرفية متعلق بأهلك وعلامة نصبه الفتحة وهو مضاف و «هم» ضمير متصل ـ ضمير الغائبين ـ مبني على السكون في محل جر بالإضافة. والجار والمجرور «من القرون» في محل نصب بيان للاسم «كم» الخبرية وتمييز لها كما يميز العدد بالجنس بمعنى من