(وَلَقَدْ صَرَّفْناهُ بَيْنَهُمْ لِيَذَّكَّرُوا فَأَبى أَكْثَرُ النَّاسِ إِلاَّ كُفُوراً) (٥٠)
(وَلَقَدْ صَرَّفْناهُ) : الواو عاطفة. اللام للابتداء والتوكيد. قد : حرف تحقيق. صرف : فعل ماض مبني على السكون لاتصاله بضمير التفخيم المسند إلى الواحد المطاع و«نا» ضمير متصل مبني على السكون في محل رفع فاعل والهاء ضمير متصل مبني على الضم في محل نصب مفعول به بمعنى : لقد كررنا هذا القول في القرآن وفي سائر الكتب التي أنزلت على الرسل وهو إنشاء السحاب وإنزال المطر.
(بَيْنَهُمْ لِيَذَّكَّرُوا) : ظرف مكان منصوب على الظرفية متعلق بصرفنا وهو مضاف و«هم» ضمير متصل ـ ضمير الغائبين ـ مبني على السكون في محل جر بالإضافة. اللام حرف جر للتعليل. يذكروا : فعل مضارع منصوب بأن مضمرة بعد اللام وعلامة نصبه حذف النون لأنه من الأفعال الخمسة. الواو ضمير متصل في محل رفع فاعل والألف فارقة والجملة الفعلية «يذكروا» صلة حرف مصدري لا محل لها و«أن» المضمرة وما بعدها بتأويل مصدر في محل جر بلام التعليل والجار والمجرور متعلق بصرفنا. وأصله : يتذكروا .. حذفت التاء تخفيفا بمعنى : ليفكروا ويعرفوا ويعتبروا.
(فَأَبى أَكْثَرُ النَّاسِ) : الفاء استئنافية. أبى : فعل ماض مبني على الفتح المقدر على آخره ـ الألف المقصورة ـ للتعذر. أكثر : فاعل مرفوع بالضمة. الناس : مضاف إليه مجرور بالإضافة وعلامة جره الكسرة بمعنى : فكرهوا.
(إِلَّا كُفُوراً) : أداة حصر لا عمل لها. كفورا : مفعول لأجله منصوب وعلامة نصبه الفتحة المنونة بمعنى إلا للكفر وحده ويجوز أن يكون صفة لمصدر محذوف بتقدير : إلا إباء كفورا والأفصح أن يكون مفعولا به لأن «أبى» متأول بالنفي. بتقدير : فلم يرضوا إلا كفورا.
** (لِنُحْيِيَ بِهِ بَلْدَةً مَيْتاً) : هذا القول الكريم هو بداية الآية الكريمة التاسعة والأربعين .. وفيه قال «ميتا» وهو صفة لموصوف مؤنث «بلدة» وذلك أن الكلمة «ميتا» يستوي فيها المذكر والمؤنث .. أو لأن «البلدة» في معنى «البلد» في قوله تعالى في سورة «فاطر» : (فَسُقْناهُ إِلى بَلَدٍ مَيِّتٍ) ولأن البلدة و«البلد» في معنى واحد وجاءت اللفظة «ميتا» مخففة الياء وهي