هي الكواكب العظام سميت بروجا لظهورها .. وقيل : هي أبواب السماء .. وقيل : هي التي تدخل فيها الشمس في أثناء السنة لتحدث الفصول وشبهت بالفصول لأن الكواكب السيارة تنزلها وقيل : هي منازل الكواكب أو قصور السماء على التشبيه لأنها لهذه الكواكب كالمنازل لسكانها أو هي النجوم التي هي منازل القمر وعددها اثنا عشر كوكبا سيارا هي : الحمل .. الثور .. الجوزاء .. السرطان .. الأسد .. السنبلة .. الميزان .. العقرب .. القوس .. الجدي .. الدلو .. والحوت. وفي قراءة الحسن والأعمش .. وقمرا منيرا ـ بضم القاف ـ وهو جمع «ليلة قمراء» كما فسره الزمخشري كأنه قال : وذا قمر مبين لأن الليالي تكون قمرا بالقمر فأضافه إليها ونظيره في بقاء حكم المضاف بعد سقوطه وقيام المضاف إليه مقامه قول حسان : بردى يصفف بالرحيق السلسل. يريد : ماء بردى. ولا يبعد أن يكون القمر بمعنى : القمر .. كالرشد بمعنى : الرشد .. والعرب والعرب. و«يصفق» بمعنى : يمزج. وقال بالتذكير باعتبار الماء والسلسل هو الماء العذب.
(وَلَوْ شِئْنا لَبَعَثْنا فِي كُلِّ قَرْيَةٍ نَذِيراً) (٥١)
(وَلَوْ شِئْنا لَبَعَثْنا) : الواو استئنافية. لو : حرف شرط غير جازم ـ حرف امتناع لامتناع ـ شئنا : فعل ماض مبني على السكون لاتصاله بضمير التفخيم المسند إلى الواحد المطاع و«نا» ضمير متصل مبني على السكون في محل رفع فاعل. لبعثنا : الجملة الفعلية وما بعدها جواب شرط غير جازم لا محل لها. اللام واقعة في جواب «لو» والجملة الفعلية «بعثنا» تعرب إعراب «شئنا» والقول الكريم هو قول الله تعالى لرسوله ـ صلىاللهعليهوسلم ـ ويجوز على المعنى أن تكون جملة «لبعثنا» معطوفة على جواب «لو» المحذوف. التقدير : لو شئنا لخففنا عنك إنذار جميع القرى ولبعثنا في كل قرية نذيرا.
(فِي كُلِّ قَرْيَةٍ نَذِيراً) : جار ومجرور متعلق ببعثنا. قرية : مضاف إليه مجرور بالإضافة وعلامة جره الكسرة المنونة. نذيرا : مفعول به منصوب وعلامة نصبه الفتحة المنونة بمعنى : نبيا ينذرها من العاقبة.
(فَلا تُطِعِ الْكافِرِينَ وَجاهِدْهُمْ بِهِ جِهاداً كَبِيراً) (٥٢)
(فَلا تُطِعِ الْكافِرِينَ) : الفاء عاطفة على فعل محذوف بتقدير : واجتهد في دعوتك ولا تطع الكافرين. لا : ناهية جازمة. تطع : فعل مضارع مجزوم بلا وعلامة جزمه سكون آخره الذي حرك بالكسر لالتقاء الساكنين والفاعل ضمير مستتر فيه وجوبا تقديره : أنت. الكافرين : مفعول به