الغراب. وبما أن التأكيد من حقه أن يتبع المؤكد كقولنا : أصفر فاقع فإن تفسير ذلك أو تقديره أن يضمر المؤكد قبله ويكون الذي بعده تفسيرا لما أضمر وذلك لزيادة التوكيد حيث يدل على المعنى الواحد من طريقي الإظهار والإضمار جميعا. يقال : غرب ـ يغرب ـ بمعنى : بعد فهو غريب ـ فعيل بمعنى فاعل ـ أما الغارب فهو الذي يلقي عليه خطام البعير : أي الحبل الذي يوضع في أنفه ليقاد به .. إذا أرسل ليرعى حيث شاء ثم استعير للمرأة وجعل كناية عن طلاقها .. فقيل : حبلك على غاربك : أي اذهبي حيث شئت. وقولهم : اغرب عني : معناه : تباعد عني.
(إِنَّ الَّذِينَ يَتْلُونَ كِتابَ اللهِ وَأَقامُوا الصَّلاةَ وَأَنْفَقُوا مِمَّا رَزَقْناهُمْ سِرًّا وَعَلانِيَةً يَرْجُونَ تِجارَةً لَنْ تَبُورَ) (٢٩)
(إِنَّ الَّذِينَ) : حرف نصب وتوكيد مشبه بالفعل. الذين : اسم موصول مبني على الفتح في محل نصب اسم «إن».
(يَتْلُونَ كِتابَ اللهِ) : الجملة الفعلية صلة الموصول لا محل لها وهي فعل مضارع مرفوع بثبوت النون لأنه من الأفعال الخمسة والواو ضمير متصل في محل رفع فاعل. كتاب : مفعول به منصوب وعلامة نصبه الفتحة. الله لفظ الجلالة : مضاف إليه مجرور للتعظيم بالإضافة وعلامة الجر الكسرة.
(وَأَقامُوا الصَّلاةَ) : الواو عاطفة. أقاموا : فعل ماض مبني على الضم لاتصاله بواو الجماعة. الواو ضمير متصل في محل رفع فاعل والألف فارقة. الصلاة : مفعول به منصوب وعلامة نصبه الفتحة وعطف الفعل الماضي على المضارع «يتلون» على المعنى أي إن الذين تلوا كتاب الله وأقاموا الصلاة .. أو تكون واو «وأقاموا» حالية بمعنى : وقد أقاموا ويجوز أن تكون استئنافية.
(وَأَنْفَقُوا مِمَّا رَزَقْناهُمْ) : الجملة الفعلية معطوفة بالواو على جملة «أقاموا» وتعرب إعرابها. مما : أصلها : من حرف جر و «ما» اسم موصول مبني على السكون في محل جر بمن والجار والمجرور متعلق بأنفقوا. رزق : فعل ماض مبني على السكون لاتصاله بضمير التفخيم المسند إلى الواحد المطاع سبحانه و «نا» ضمير متصل مبني على السكون في محل رفع فاعل