مفرد ـ من لفظها. والقوم : تذكر وتؤنث لأن أسماء الجموع التي لا واحد لها من لفظها إذا كانت للآدميين تذكر وتؤنث .. ومثلها : الرهط .. النفر .. وجاء في الصحاح : قال زهير :
وما أدري ولست إخال أدري |
|
أقوم آل حصن أم نساء |
وقال الفيومي : القوم : جماعة الرجال ليس فيهم امرأة. مفرده : رجل وامرؤ من غير لفظه .. وجمعه : أقوام سموا بذلك لقيامهم بالعظائم والمهمات. وقال الصغاني : وربما دخل النساء تبعا لأن قوم كل نبي رجال ونساء .. وتذكر اللفظة وتؤنث فيقال : قام القوم وقامت القوم.
** (اتَّبِعُوا مَنْ لا يَسْئَلُكُمْ أَجْراً وَهُمْ مُهْتَدُونَ) : هذا القول الكريم هو نص الآية الكريمة الحادية والعشرين وجاء الضمير في «لا يسأل» وهو عائد على «من» جاء مفردا على لفظ «من» وجاء الضمير جمعا في «هم مهتدون» على معنى «من» لأن «من» مفردة لفظا مجموع معنى.
** (إِنِّي آمَنْتُ بِرَبِّكُمْ فَاسْمَعُونِ) : هذا القول الكريم هو نص الآية الكريمة الخامسة والعشرين اسمعوا إيماني وبعد حذف المفعول المضاف «إيمان» عدي الفعل إلى المضاف إليه ـ الياء .. ضمير المتكلم ـ فصار : اسمعوني ومثله أيضا ما جاء في الآية الكريمة الثامنة والعشرين : «من بعده» أي من بعد وفاته أو رفعه.
** (إِنْ كانَتْ إِلَّا صَيْحَةً واحِدَةً فَإِذا هُمْ خامِدُونَ) : هذا القول هو نص الآية الكريمة التاسعة والعشرين .. وفي هذا القول الكريم في هذه الآية الكريمة والآية الكريمة الثالثة والخمسين يكون القياس والاستعمال على تذكير الفعل لأن المعنى : ما وقع شيء إلا صيحة إلا أن بلاغة القرآن العظيم جاءت على ظاهر اللفظ وأن الصيحة في حكم فاعل الفعل. و «صيحة» وردت هنا اسما وتأتي مصدرا أيضا مثل «نفخة» بمعنى فإذا هم ميتون هامدون لا حس لهم كما تخمد النار فتعود رمادا .. ونقول طفئت النار .. وانطفأت النار : أي ذهب لهبها ولا نقول : خمدت النار .. إذا لم يبق للنار لهب ولم يبق في جمرها حرارة لأن معنى «خمدت النار» : هو سكن لهبها ولم يطفأ جمرها بخلاف الفعل «همد» فقولنا : همدت النار : معناه : طفئت وذهبت تماما.
** (لِيَأْكُلُوا مِنْ ثَمَرِهِ وَما عَمِلَتْهُ أَيْدِيهِمْ أَفَلا يَشْكُرُونَ) : هذا القول الكريم هو نص الآية الكريمة الخامسة والثلاثين .. المعنى : ليأكلوا مما خلقه الله من الثمر .. وأصله : من ثمرنا .. كما قال سبحانه : وجعلنا .. وفجرنا .. فنقل الكلام من التكلم إلى الغيبة وهو ما يسمى في علم البلاغة طريقة الالتفات وقيل يجوز أن يرجع الضمير إلى النخيل .. ويجوز أن يكون من ثمر المذكور وهو الجنات .. وقد حذف مفعول «يشكرون» اختصارا لأنه معلوم. المعنى أفلا يشكرون نعم الله هذه والجار والمجرور «من ثمره» متعلق بيأكلوا على معنى ليرتزقوا من ثمره أو بمعنى : ليطعموا من ثمره .. وإذا كان من الأكل بمعنى «البلع .. والمضغ» فيكون مفعول «يأكلوا» محذوفا دلت عليه من التبعيضية أي ليأكلوا بعض ثمره .. ومما صنعته أيديهم.
** (وَآيَةٌ لَهُمُ اللَّيْلُ نَسْلَخُ مِنْهُ النَّهارَ فَإِذا هُمْ مُظْلِمُونَ) : هذا القول الكريم هو نص الآية الكريمة السابعة والثلاثين .. المعنى : ومن آياتنا لهم : الليل نكشف منه النهار فإذا هم داخلون في الظلام وفيه استعير هذا الفعل لإزالة الضوء وكشفه عن مكان الليل وملقى ظله. وهو مستعار من سلخ الجلد .. يقال : سلخ الشاة ـ يسلخها ـ سلخا : من باب «قطع ونصر».