التقدير : ألم يروا كثرة إهلاكنا القرون من قبلهم كونهم غير راجعين إليهم بمعنى : ألم يعلموا وعلق عمل «يروا» في «كم» لأنه لا يعمل فيها عامل قبلها لأن لها الصدارة في الكلام. إلى : حرف جر و «هم» ضمير الغائبين مبني على السكون في محل جر بإلى. والجار والمجرور متعلق بخبر «أن» لا : نافية لا عمل لها. يرجعون : فعل مضارع مرفوع بثبوت النون لأنه من الأفعال الخمسة والواو ضمير متصل في محل رفع فاعل. والجملة الفعلية «لا يرجعون» في محل رفع خبر «أن».
(وَإِنْ كُلٌّ لَمَّا جَمِيعٌ لَدَيْنا مُحْضَرُونَ) (٣٢)
(وَإِنْ كُلٌ) : الواو استئنافية. إن : مخففة مهملة جوازا هنا لدخولها على جملة اسمية ولزمت اللام في خبرها وهي عند سيبويه غير عاملة وأكد أن اللام تلزم خبرها لئلا تلتبس بإن النافية. كل : مبتدأ مرفوع بالضمة المنونة والتنوين فيه عوض من المضاف إليه بمعنى : كلهم.
(لَمَّا جَمِيعٌ) : اللام فارقة و «ما» زائدة. وهي عند الكوفيين : إن مخففة واللام بمعنى : إلا. كما يقال : نشدتك الله لما فعلت. وقال الفراء : إن «لما» أصله : لمن ما. وقيل : يجوز أن يكون أصله : لمن من قلبت النون ميما فاجتمعت ثلاث ميمات فحذفت إحداهن وهي الميم الوسطى فبقيت «لما». جميع : توكيد لكل. ويجوز أن يكون خبر «كل» أي الخبر الأول مرفوع وعلامة رفعه الضمة المنونة.
(لَدَيْنا مُحْضَرُونَ) : لدى : ظرف زمان أو مكان حسب المعنى. لأن المعنى يوم القيامة وبمعنى عندنا مبني على السكون في محل نصب على الظرفية متعلق بجميع لأن المعنى : كلهم مجموعون عندنا يوم القيامة وهو مضاف و «نا» ضمير متصل ـ ضمير التفخيم المسند إلى الواحد المطاع ـ مبني على السكون في محل جر بالإضافة و «محضرون» خبر «كل» مرفوع بالواو لأنه جمع مذكر سالم والنون عوض من تنوين المفرد وحركته بمعنى : معذبون. وهم اسم مفعولين .. أو يكون المعنى : تحضرهم الملائكة للعذاب.