على فعل مثل أسد لم يمتنع أن يجمع «فعل» على «فعل» أما الفيومي فقد قال : الفلك ـ مثل قفل ـ أي بضم الفاء وسكون اللام بمعنى السفينة يكون واحدا ـ مفردا ـ فيذكر وجمعا فيؤنث. و «الذرية» بمعنى : الأولاد .. وقيل : هم صغار الأولاد ثم استعملت في الصغار والكبار وذرية الرجل : بمعنى : ولده ونسله وجمعها : ذريات وذراري .. وقيل : إن أصل ذلك من الذر : أي التفريق. وقال الفيومي : الذرية : من الذر وهو النسل. وهم الصغار وأطلقت على الآباء أيضا مجازا وبعضهم يجعل «الذرية» مأخوذة من «ذرأ الله تعالى الخلق» من باب «نفع» ذرءا : أي خلقهم خلقا وفي لفظ الذال ثلاث لغات : أفصحها : الضم وبها قرأ السبعة .. والثانية : كسر الذال ويروى ذلك عن زيد بن ثابت .. والثالثة : فتح الذال مع تخفيف الراء ـ على وزن كريمة ـ وبها قرأ أبان بن عثمان.
** (ما يَنْظُرُونَ إِلَّا صَيْحَةً واحِدَةً تَأْخُذُهُمْ وَهُمْ يَخِصِّمُونَ) : هذا القول الكريم هو نص الآية الكريمة التاسعة والأربعين .. المعنى : ما ينتظرون إلا صرخة واحدة تهلكهم وهم يتخاصمون أي يتجادلون في شئونهم الدنيوية .. و «يخصمون» قرأها حمزة : يخصمون .. جعله من باب «ضرب» وهو شاذ وقياسه أن يكون من باب «نصر» لما يعرف في الأصل. وأما من قرأ «يخصمون» كما في الآية الكريمة فقد أراد : يختصمون .. فقلبت التاء صادا وأدغمت ونقلت حركته إلى الخاء. ومنهم من لا ينقل ويكسر الخاء لاجتماع الساكنين .. لأن الساكن إذا حرك حرك بالكسر .. ومن أخطائهم الشائعة قول بعضهم : أنت خصمي .. ويعني به : أنت عدوي .. في حين أن ثمة تفاوتا بين المعنيين وليسا بمعنى واحد. يقال : خصم الرجل يخصم .. من باب «تعب» إذا أحكم الخصومة فهو خصم وخصيم وخاصمه مخاصمة وخصاما فخصمه يخصمه ـ بضم الصاد ـ لأنه من باب «نصر» ويقرأ ـ يخصمه .. من باب «ضرب» وهو شاذ وقياسه أن يكون من باب «نصر» لما يعرف في الأصل بمعنى : غلبه في الخصومة أو نازعه وجاد له .. واختصم القوم وتخاصموا : أي خاصم بعضهم بعضا و «الخصم» يقع على المفرد وغيره والذكر والأنثى بلفظ واحد وفي لغة يطابق في التثنية والجمع ويجمع على خصوم وخصام. وقال الجوهري : إن «الخصم» في الأصل مصدر ولذلك يستوي فيه المذكر والمؤنث والجمع .. أما «العدو» وإن كان يتطابق مع «الخصم» في وقوعه بلفظ واحد في الواحد المذكر والمؤنث والمجموع إلا أن معناه مختلف فهو الظالم وضد الصديق والمخاصم. وان قيل : سمع عن العرب قولهم : هن وليات الله وعدوات الله وأولياؤه وأعداؤه. قال الأزهري : إذا أريد الصفة قيل : عدوة .. وينظرون في الآية الكريمة وردت بمعنى : ينتظرون. ويقال : نظر ـ ينظر .. بمعنى : تأمل الشيء بالعين. والنظر : هو تأمل الشيء بالعين .. ونظير الشيء : هو مثيله ومساويه والنظر مصدر الفعل «نظر» نحو : نظرت إليه ونظرته : بمعنى : ابصرته فيتعدى الفعل بنفسه وبالحرف ونظرت في الأمر : أي تدبرته وفكرت فيه. وقولهم : دارنا تنظر داره وتناظرها : بمعنى : تقابلها. وناظره مناظرة : بمعنى : جادله مجادلة أو صار نظيرا له .. وقولك : نظرت في الكتاب : معناه : نظرت المكتوب في الكتاب .. فحذف مفعول «نظرت» فالفعل «نظر» يتعدى إلى المبصرات بنفسه وإلى المعاني بحرف الجر ويأتي الفعل «نظر» بمعنى : انتظر كما في الآية المذكورة آنفا.
** (وَنُفِخَ فِي الصُّورِ فَإِذا هُمْ مِنَ الْأَجْداثِ إِلى رَبِّهِمْ يَنْسِلُونَ) : هذا القول الكريم هو نص الآية الكريمة الحادية والخمسين .. المعنى : ونفخ في البوق أو في القرن وهو كناية عن استدعاء الناس