قصد .. وراكب الدابة جمعه : ركب ـ بفتح الراء وسكون الكاف ـ وركبان. والركوبة ـ بفتح الراء : الناقة تركب ثم استعير في كل مركوب. وقال الجوهري : قال ابن السكيت : يقال مر بنا راكب : إذا كان على بعير خاصة .. فإذا كان على فرس قيل مر بنا فارس والركب ـ بفتح الراء وسكون الكاف ـ هم أصحاب الإبل في السفر دون الدواب وهم العشرة فما فوقها .. والركبان ـ بضم الراء وسكون الكاف ـ هم الجماعة منهم. والركاب ـ بكسر الراء ـ الإبل التي يسار عليها .. الواحدة : راحلة ولا واحد لها من لفظها والركوب ـ بفتح الراء ـ كما في الآية الكريمة المذكورة آنفا والركوبة ـ بفتح الراء فيهما ـ هو ما يركب ..
** (أَوَلَمْ يَرَ الْإِنْسانُ أَنَّا خَلَقْناهُ مِنْ نُطْفَةٍ فَإِذا هُوَ خَصِيمٌ مُبِينٌ) : هذا القول الكريم هو نص الآية الكريمة السابعة والسبعين .. المعنى : أولم يعلم الإنسان ـ أي إنسان ـ أنا خلقناه من ماء مهين أي من ماء الرجل .. وأصل «النطفة» هو الماء القليل فإذا هو مخاصم عنيد واضح الخصومة.
** سبب نزول الآية : قال ابن عباس : جاء العاص بن وائل إلى رسول الله ـ صلىاللهعليهوسلم ـ بعظم حائل ففته فقال : يا محمد أيبعث هذا بعد ما أرم؟ قال : نعم. يبعث الله هذا ثم يميتك ثم يحييك ثم يدخلك نار جهنم. فنزلت هذه الآية الكريمة وما بعدها.
** (وَضَرَبَ لَنا مَثَلاً وَنَسِيَ خَلْقَهُ قالَ مَنْ يُحْيِ الْعِظامَ وَهِيَ رَمِيمٌ) : هذا القول الكريم هو نص الآية الكريمة الثامنة والسبعين .. المعنى : وضرب لنا مثلا وتجاهل خلقنا إياه من ماء حقير وقال من الذي يحيي العظام وهي بالية؟ وعلى هذا التفسير يكون خبر «من» محذوفا وهو الاسم الموصول «الذي» وتكون جملة «يحيي العظام» صلة الموصول «الذي» لا محل لها. و «الرميم» هو اسم لما يلي ولم يؤنث «رميم» أي لم يقل : رميمة .. مراعاة للفظ «العظام» لا المعنى .. لأنه على وزن ـ فعيل ـ يستوي فيه المذكر والمؤنث ومثله صيغة «فعول» أيضا .. يقال : رم العظم ـ يرم ـ رما ـ من باب «ضرب» بمعنى : بلي. و «الرمة» بضم الراء : هي قطعة من الجبل بالية وبها سمي الشاعر : ذو الرمة .. ومنه قولهم : دفع إليه الشيء برمته .. وأصله : أن رجلا دفع إلى رجل بعيرا بحبل في عنقه ..
** (الَّذِي جَعَلَ لَكُمْ مِنَ الشَّجَرِ الْأَخْضَرِ ناراً فَإِذا أَنْتُمْ مِنْهُ تُوقِدُونَ) : هذا القول الكريم هو نص الآية الكريمة الثمانين والضمير في «منه» يعود على الشجر الأخضر على معنى : من العفار : وهو شجر تقدح منه النار ولم يقل : منها لأنه ليس المقصود النار حيث إن النار مؤنث فالمقصود : العفار وهذا من بدائع خلقه سبحانه وهو انقداح النار من الشجر الأخضر مع مضادة النار الماء وانطفائها به.
(اصْلَوْهَا الْيَوْمَ بِما كُنْتُمْ تَكْفُرُونَ) (٦٤)
(اصْلَوْهَا الْيَوْمَ) : فعل أمر مبني على حذف النون لأن مضارعه من الأفعال الخمسة. الواو ضمير متصل في محل رفع فاعل و «ها» ضمير متصل مبني على السكون في محل نصب مفعول به. اليوم : ظرف زمان ـ مفعول فيه ـ منصوب على الظرفية وعلامة نصبه الفتحة متعلق باصلوا بمعنى : أدخلوها اليوم أي ادخلوا جهنم.