أي نطبع وكلاهما بمعنى نغلق .. لأن الشيء لا يطبع ولا يختم إلا إذا أغلق .. ويخلق الله تعالى بقدرته لهذه الأعضاء قدرة الكلام فكل عضو ينطق بما صدر منه أي من أصحاب الأعضاء بما كانوا يقترفون من المعاصي.
** (وَلَوْ نَشاءُ لَطَمَسْنا عَلى أَعْيُنِهِمْ فَاسْتَبَقُوا الصِّراطَ فَأَنَّى يُبْصِرُونَ) : هذا القول الكريم هو نص الآية الكريمة السادسة والستين .. المعنى : لو أردنا لمسحنا أعينهم حتى تصير ممسوحة فاستبقوا بمعنى : فتسابقوا لسلوك الطريق التي اعتادوها فكيف يبصرون الطريق أو سلوك الطريق .. فحذف مفعول «يبصرون» اختصارا وهو «الطريق» يقال : طمس الكتابة ـ يطمسها ـ طمسا .. من باب «ضرب» بمعنى : محاها .. والفعل يأتي متعديا كما في المثل المذكور ويأتي لازما نحو : طمس الطريق يطمس ـ طموسا .. أي امحى ودرس وهو من باب «دخل» و «جلس» وانطمس أيضا مثله .. ودرس : بمعنى : محيت آثاره.
** (وَما عَلَّمْناهُ الشِّعْرَ وَما يَنْبَغِي لَهُ إِنْ هُوَ إِلَّا ذِكْرٌ وَقُرْآنٌ مُبِينٌ) : هذا القول الكريم هو نص الآية الكريمة التاسعة والستين .. وما علمنا النبي محمدا ـ صلىاللهعليهوسلم ـ الشعر وما يصح له الشعر أي أن يكون شاعرا وسمى الأقدمون «الموحي بالشعر للشاعر» : شيطان الشعر لأنهم كانوا يعتقدون أن لكل شاعر شيطانا يوحي إليه بالشعر .. ومن أمثالهم : ركب شيطانه : أي غضب. و «الشاعر» اسم فاعل .. و «الشعر» هو قول عربي على شكل أبيات منظومة موزونة .. أو هو كلام يقصد به الوزن والتقفية ويسمى قائله : شاعرا .. واللفظة مأخوذة من «شعرت» أي فطنت وعلمت .. وسمي الرجل شاعرا لفطنته وعلمه والقول الذي يخلو من تلك القيود أو من بعضها لا يسمى شعرا ولا سمي قائله شاعرا. ويقال في التفضيل : هذا البيت أشعر من هذا : أي أحسن منه .. وجمع «الشاعر» هو «شعراء» على غير قياس .. وجمع «الشعر» هو أشعار .. أما المتشاعر فهو الذي يتعاطى قول الشعر .. وقولهم «شيطان الشعر» شبيه بأمثالهم : أعذب الشعر وأكذبه. اعتقادا بأن الشعر مقر الكذب. ومن الشعراء من يستشهد بشعره عند الخلاف حول بعض القواعد اللغوية ومنهم من لم يستشهد بشعره .. ومن الشعراء بعض منهم من المؤمنين وبعضهم من غير المؤمنين .. وقد مر الشعراء في عصور مختلفة .. وقد وصف القرآن الكريم بأن منهم من يقولون ما لا يفعلون .. ومنهم من آمنوا وعملوا الصالحات ومن الشعراء المؤمنين الذين عناهم سبحانه بأنهم مؤمنون : حسان بن ثابت وعبد الله بن رواحة وكعب بن مالك وكعب بن زهير .. كان هؤلاء شعراء وكانوا يردون على الشعراء الكافرين بقصائد طنانة أي شهيرة.
** (أَوَلَمْ يَرَوْا أَنَّا خَلَقْنا لَهُمْ مِمَّا عَمِلَتْ أَيْدِينا أَنْعاماً فَهُمْ لَها مالِكُونَ) : هذا القول الكريم هو نص الآية الكريمة الحادية والسبعين .. المعنى والتقدير : من عملنا .. وعمل الأيدي : استعارة من عمل من يعملون بالأيدي.
** (وَذَلَّلْناها لَهُمْ فَمِنْها رَكُوبُهُمْ وَمِنْها يَأْكُلُونَ) : هذا القول الكريم هو نص الآية الكريمة الثانية والسبعين المعنى : وسخرنا الأنعام لهم فمن منافعها مركوبهم أي مطاياهم لأن الركوب والركوبة هي المطية وبعد حذف المضاف «منافع» أوصل حرف الجر «من» إلى المضاف إليه «ها» فصار : منها. يقال : ركبت الدابة وركبت عليها ركوبا ومركبا .. قال الفيومي : ثم استعير للدين فقيل : ركبت الدين وارتكبته إذا أكثرت من أخذه ويسند الفعل إلى الدين أيضا فيقال : ركبني الدين وارتكبني .. وركب الشخص رأسه : بمعنى : مضى على وجهه بغير